الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:39 PM

تصعيد في درعا: حشود عسكرية تهدد بصرى الشام بعد محاولة اغتيال قيادي

تصعيد في درعا: حشود عسكرية تهدد بصرى الشام بعد محاولة اغتيال قيادي

أطلقت وزارة الدفاع السورية رتلًا عسكريًا يضم عشرات المدرعات باتجاه مدينة بصرى الشام، حيث يتمركز "اللواء الثامن" الذي شكلته روسيا عام 2018، من بقايا فصائل المعارضة.

أفاد مراسل عنب بلدي أن الآليات العسكرية دخلت ريف درعا الشرقي، في حين انسحبت قوات "اللواء الثامن" إلى داخل مدينة بصرى الشام.

أطلقت الحكومة نداءات عبر المساجد في ريف درعا الشرقي، لتسليم سلاح المنتسبين لـ"الفيلق الخامس" الذي يشمل "اللواء الثامن" في المنطقة.

جاءت هذه الأحداث بعد محاولة اغتيال القيادي التابع لوزارة الدفاع السورية، باسل الدروبي، بمدينة بصرى الشام،.

وكتب الحقوقي عمر الحريري، أن مسؤولية استهداف واعتقال بلال الدروبي، تقع على عاتق "اللواء الثامن"، الذي انضم أفراده للأمن العام قبل أشهر، ما دفع الوزارة للدفع بقوات عسكرية نحو المنطقة.

الحريري قال إن عشرات الآليات وعددًا كبيرًا من العناصر تجمعوا بمحيط مدينة بصرى الشام دون دخول الأرتال إلى المدينة تزامنًا مع مفاوضات طالبت فيها الحكومة بتسليم المتورطين بمحاولة اغتيال الدروبي ودفع قائد "اللواء الثامن" أحمد العودة لحل الفصيل.

وقال مصدر عسكري في "اللواء الثامن"، منتمٍ للأمن العام، إن "اللواء" جمّع قواته العسكرية داخل مدينة بصرى الشام، وجهّزها للدفاع عن المنطقة ضد القوات الحكومية.

وأضاف المصدر أن الحشود من قبل الطرفين تزامنت مع مفاوضات بهدف الوصول إلى حل سلمي بعيدًا عن الصدام، مرجحًا أن تصل الأطراف لحل سلمي لتجنيب المنطقة مواجهات عسكرية جديدة.

وفي حديث سابق، قال قياديان في "اللواء" وآخر ترك العمل فيه، إن مجموعات من "اللواء الثامن" انضمت فعلًا لوزارة الدفاع، بينما انتسبت أخرى لـ"إدارة الأمن العام" التابعة لوزارة الداخلية.

أشعل استهداف القيادي بلال الدروبي، الأحداث بين "اللواء الثامن" والحكومة، وهو قيادي بارز في محافظة درعا، وله خلافات تعود لسنوات مع "اللواء الثامن".

أفاد مراسل عنب بلدي أن الدروبي تعرض لهجوم من قبل عناصر "اللواء الثامن"، ما أسفر عن إصابته بجروح.

وقال قيادي في "اللواء" إن الدروبي أصيب في إطار محاولة الأمن العام ملاحقة تجار مخدرات في المنطقة.

ولم تتمكن عنب بلدي من التحقق من الجزئية التي تتحدث عن عملية لمكافحة المخدرات عبر مصدر محايد، كما لم تعلّق وزارة الدفاع السورية رسميًا على الأحداث.

وسبق أن قاد بلال الدروبي انقلابًا ضد أحمد العودة عام 2016 واستطاع السيطرة حينها على مدينة بصرى الشام لمدة يومين، لكن العودة عاد وبسط سيطرته مجددًا على المدينة بدعم من "جيش اليرموك".

بعد تسوية تموز 2018، سمح العودة للدروبي بتشكيل مجموعة تتبع له في المدينة وعملت تحت إمرة قيادة "اللواء الثامن".

وبعد سقوط النظام السوري في 9 من كانون الأول 2024، خرج الدروبي لتشكيل مجموعة عسكرية منفصلة عن "اللواء" لكن العودة لم يسمح له بذلك، ما جدد الخلاف فيما بينهما.

وعلى مر السنوات الماضية لم يسمح العودة بتشكيل أي جسم عسكري في بصرى خارج سلطته كما منع “حركة المثنى الإسلامية” وفصائل أخرى من التمركز في بصرى بعد خروج المدينة عن سيطرة النظام في عام 2015.

وذكر القيادي السابق في "اللواء"، أن الانضمام حصل على شكل مناطق (قرى وبلدات)، فمجموعات الحراك انضمت لوزارة الدفاع في الحراك ومجموعة صيدا وبصرى أيضًا، لافتًا إلى وجود أفراد تركوا فصائلهم وانتسبوا لوزارة الدفاع بشكل فردي.

وذكر القيادي، خلافًا قائمًا مع وزارة الدفاع، لأن جزءًا من "اللواء" يريد الانضمام للوزارة ككتلة عسكرية في الجنوب السوري، في حين ترفض الوزارة هذا الطرح، وتطالب بانضمام العناصر كأفراد، والقادة كضباط.

من جانبه، نفى القيادي في "اللواء الثامن" العامل بالجنوب السوري نسيم أبو عرة، ما ورد على لسان وزير الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة حول رفض الفصيل الانضمام لوزارة الدفاع السورية.

وقال أبو عرة إن أبناء الجنوب هم أول من نادى بتأسيس وزارة دفاع وطنية تعمل وفق القواعد العسكرية الحرفية المنضبطة.

ويرى أن وزارة الدفاع المنشودة يجب أن تحقق الاستفادة المثلى من خبرات الضباط والثوار، وتضمن تمثيل جميع مكونات سوريا دون إقصاء أو تهميش.

وجاء بيان أبو عرة، ردًا على تصريحات وزير الدفاع بحكومة حكومة دمشق المؤقتة التي قال فيها، إن نحو 100 فصيل مسلح في سوريا وافقوا على الانضمام لوزارة الدفاع.

وأضاف أبو قصرة لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن هناك عددًا من الفصائل الرافضة للانضمام لوزارة الدفاع، بما في ذلك أحمد العودة، قائد "اللواء الثامن" في الجنوب، الذي قاوم محاولات وضع وحدته تحت سيطرة الدولة.

عنب بلدي

مشاركة المقال: