الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:16 PM

تصعيد عسكري مكثف في مدينة الباب شرقي حلب: قصف مستمر واشتباكات متصاعدة بين الأطراف المتنازعة

تصعيد عسكري مكثف في مدينة الباب شرقي حلب: قصف مستمر واشتباكات متصاعدة بين الأطراف المتنازعة
شهدت مدينة الباب، الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة حلب، تصعيداً عسكرياً خلال اليومين الماضيين، إثر تجدد القصف الصاروخي من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالتنسيق مع قوات النظام السوري. هذا القصف استهدف مناطق سكنية ومواقع قريبة من مخيمات النازحين المدنيين، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين. الدفاع المدني السوري أكد أن القصف الصاروخي جاء من المناطق التي تسيطر عليها "قسد" وقوات النظام، مستهدفاً أطراف مدينة الباب ومحيط خيام المدنيين. وعلى الرغم من ذلك، أفادت الفرق الميدانية بعدم تسجيل إصابات بشرية مباشرة خلال هذه الهجمات. في المقابل، ردّ "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، بقصف مواقع تابعة لـ"قسد" شمال وشرق حلب باستخدام قذائف الهاون والصواريخ، في محاولة لردع الهجمات التي تكررت مؤخراً. هذا التصعيد يأتي في ظل توتر العلاقات بين "الجيش الوطني السوري" و"قسد"، حيث يتلقى كلاهما دعماً من أطراف إقليمية ودولية متناقضة. وتفاقمت التوترات عقب الهجوم على منشأة "توساش" التركية لصناعات الدفاع في أنقرة، الذي نُسب منفذوه لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الحليف الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية. التطورات العسكرية تتزامن مع قرار "الحكومة السورية المؤقتة" بإعادة فتح معبر "أبو الزندين"، الذي يفصل بين المناطق الخاضعة للمعارضة وتلك الخاضعة لسيطرة النظام. فتح المعبر أثار حفيظة "قسد"، إذ يُعتقد أنه يهدد مصالحها الاقتصادية عبر تقليص أهمية معبر "عون الدادات"، الذي كان يشكّل مصدراً مهماً للدخل. وفقاً لمصادر محلية، يُرجح أن يكون القصف الأخير من قبل "قسد" بمثابة رسالة تهديد سياسية واقتصادية موجّهة لكل من "الجيش الوطني" وتركيا، بهدف التنبيه إلى خسائر محتملة جراء هذه الخطوة. في غضون ذلك، تستمر المعاناة الإنسانية للنازحين السوريين الذين واجهوا أوضاعاً صعبة، ومنها الاضطرار للنوم في العراء نتيجة القيود المفروضة على حركة العبور بين المعابر. التصعيد شمال وشرق حلب يعكس تعقيدات المشهد السوري، حيث تتشابك المصالح الاقتصادية والسياسية مع الأهداف العسكرية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
مشاركة المقال: