تصاعد التوترات الأمنية في بصرى الشام بعد حملة اعتقالات وفرض حظر تجوال

شهدت مدينة بصرى الشام في ريف محافظة درعا الشرقي حالة من التوتر الأمني غير المسبوق، حيث فرضت قوات الأمن حظر تجوال في عدد من أحياء المدينة بعد حوادث إطلاق نار أسفرت عن إصابة شاب وعدد من المرافقين له، وسط انتشار مكثف للقوى الأمنية وتصاعد الجدل حول طبيعة الأحداث.
**بداية التوتر**
وقعت الحادثة مساء يوم الخميس عندما أصيب بلال الدروبي المقداد، وهو أحد أبناء المدينة ومنضم حديثاً إلى وزارة الدفاع، خلال محاولة قوة تابعة للأمن العام اعتقاله. نُقل الدروبي إلى مستشفى بصرى الشام حيث وُصِفت حالته بالبالغة. وأفادت المصادر المحلية بإصابة شخصين آخرين أثناء الحادثة.
**حملة مكافحة المخدرات**
تصاعدت الشائعات عن حدوث "انقلاب مسلح" في المدينة أو اشتباكات بين الفصائل، إلا أن مصادر محلية أكدت أن ما جرى كان حملة أمنية موسعة تقودها وزارة الداخلية لملاحقة تجار المخدرات. وبينت تقارير أن إطلاق النار كان من عناصر محلية تابعة للأمن العام أثناء تنفيذهم محاولة اعتقال الدروبي، دون وجود اشتباكات مسلحة واسعة النطاق كما أشيع. يُشار إلى أن كلاً من الدروبي والعناصر التي أطلقت النار عليه من أبناء المدينة.
**خلفية الصراع المحلي**
يرتبط التوتر في بصرى الشام بصراع نفوذ بين اللواء الثامن، الذي يقوده أحمد العودة، وقوات الأمن العام التابعة للحكومة. اللواء الثامن، الذي تم تشكيله بدعم روسي عقب تسويات عام 2018، كان يُتهم بالتواطؤ مع النظام السوري السابق في عمليات أمنية ضد مناطق معارضة. الأحداث الأخيرة تضمنت محاولة اغتيال بلال الدروبي، أحد المنافسين البارزين لعودة، واعتقال عناصر تابعين لوزارة الدفاع، مما عكس محاولات للحد من نفوذ اللواء الثامن الذي يعاني من تراجع قوته في المدينة.
**الموقف المحلي**
في مواجهة هذه التطورات، أصدر وجهاء بصرى الشام بياناً أكدوا فيه رفض العنف والفوضى ودعمهم لوحدة سوريا واستقرارها. ودعوا السكان للتعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، محذرين من استغلال الأوضاع لتحقيق أهداف خارجية. كما أشار ناشطون إلى جهود وساطة يقودها رجال الإصلاح لتخفيف التوتر بين الأطراف المتنازعة.
**التحركات العسكرية**
تزامنت الأحداث مع وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، شملت أرتالاً تابعة للأمن العام، في خطوة تهدف إلى إحكام السيطرة الأمنية ومنع التصعيد. وعلى الرغم من التوتر، أبدت جميع الأطراف ميلاً نحو التهدئة بحسب متابعين محليين، ما يعزز احتمالات التوصل إلى حل وسط يخفف من حدة الصراع في المدينة.