بريطانيا وأمريكا تحثان على التهدئة في سوريا
حثّت بريطانيا وأمريكا السلطات السورية على التهدئة وحماية المدنيين ووقف القتال، على خلفية توترات أمنية حدثت في مدينتي أشرفية صحنايا وجرمانا، التي يقطن بها غالبية من الطائفة الدرزية. وقالت المبعوثة البريطانية إلى سوريا، آن سنو، في تغريدة عبر حسابها في منصة “إكس”، مساء الخميس 1 من أيار الحالي، “نتابع عن قرب الأحداث في جنوب سوريا ونحث على التهدئة فورًا وحماية المدنيين”.
وأضافت سنو أنه من الأمور التي سمعتها كثيرًا في دمشق هي الحاجة العاجلة للاستقرار للتركيز على تحديات كثيرة: الاقتصاد والزراعة والتعليم، ومسار واضح تجاه العدالة الانتقالية لإعادة بناء البلاد. بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس في بيان لها، في وقت متأخر من مساء 1 من أيار، إن أعمال العنف والخطاب التحريضي ضد أفراد المجتمع الدرزي في سوريا مستهجنة وغير مقبولة.
وحري بالسلطات المؤقتة وقف القتال الدائر، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف وملحقي الأذى بالمدنيين، وضمان أمن السوريين كافة، بحسب الخارجية الأمريكية. وترى بروس أن الطائفية لن تحقق شيئًا سوى إغراق سوريا والمنطقة في بحر الفوضى ومزيد من أعمال العنف، مضيفة: “لقد شهدنا قدرة السوريين على حل خلافاتهم بشكل سلمي ومن خلال المفاوضات”. ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إلى تشكيل “حكومة مستقبلية تمثيلية تحمي وتدمج كافة الأطياف السورية، بما في ذلك الأقليات الإثنية والدينية”.
دعوات فرنسية وأممية
وطالبت فرنسا إسرائيل بعدم تأجيج التوترات المجتمعية في سوريا، على خلفية توترات أمنية حدثت في مدينتي أشرفية صحنايا وجرمانا، التي يقطن بها غالبية من الطائفة الدرزية، وفي بيان لها، أمس الخميس 1 من أيار. وأدانت باريس بأشد العبارات “العنف الطائفي ضد السكان الدروز جنوب دمشق”، كما دعت جميع الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف الاشتباكات.
وحثت باريس السلطات السورية على “بذل كل ما في وسعها لاستعادة الهدوء وتعزيز السلم الأهلي بين جميع مكونات المجتمع المدني السوري. في سياق آخر أبدى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء سوريا، وخاصة في ضواحي دمشق وحمص.
ووصف بيدرسون، وفق ما نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، في 30 من نيسان، الاشتباكات التي شهدتها محافظة ريف دمشق بأنها “غير مقبولة”، وحذر من خطر المزيد من التصعيد في ما أسماه “وضعًا هشًا للغاية”. وقال بيدرسون في بيان إن “التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين، وإصابات في صفوف قوات الأمن، مثيرة للقلق الشديد”. وأضاف، “يجب اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتهدئة التوترات، ومنع أي تحريض إضافي على الصراع الطائفي”.
كما أجرى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” السابق، والسياسي اللبناني، وليد جنبلاط، “اتصالات مكثّفة” شملت الإدارة السورية الجديدة وتركيا والسعودية وقطر والأردن، طالبًا “السعي إلى وقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا (ذات الغالبية الدرزية) لوقف حمام الدم”. وذكر بيان صادر عن “التقدمي الاشتراكي”، في 30 من نيسان، أن “جنبلاط طلب معالجة الأمور انطلاقًا من منطق الدولة ووحدة سوريا بجميع مكوّناتها (…) وتم بنتيجة الاتصالات الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ”.
أحداث الأشرفية وجرمانا
فجر الثلاثاء 29 من نيسان، هاجمت مجموعات عسكرية مدينتي جرمانا وصحنايا، كرد فعل على انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص، وجرح 15 آخرين، بحسب صفحة “الراصد” الإخبارية.
الداخلية السورية، قالت إنها أطلقت تحقيقات مكثفة بشأن التسجيل الصوتي المنتشر، وأثبتت التحقيقات الأولية أن الشخص الذي نُسب له التسجيل، ليس صاحب الصوت نفسه. ودعت الوزارة للالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات، مشيرة إلى أنها ملتزمة بمحاسبة المسؤولين.
إلا أن الاشتباكات امتدت إلى مدينة أشرفية صحنايا، ذات الغالبية الدرزية ونجم عنها 11 قتيلًا إثر استهدافات “المجموعات الخارجة عن القانون” للمدنيين وقوات الأمن في أشرفية صحنايا، إضافة إلى عدد من الإصابات، بحسب وكالة “سانا”.
وتوصلت الحكومة السورية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء 30 من نيسان إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، بعد اجتماع مع وجهاء من الطائفة الدرزية قادمين من محافظة السويداء جنوبي سوريا، إلى جانب آخرين من مدينتي صحنايا وجرمانا. وقال محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، في مؤتمر صحفي عقب الاتفاق، إن القوى الأمنية تمكنت من السيطرة على كامل أشرفية صحنايا، واعتقال وقتل عناصر المجموعة “الخارجة عن القانون”.