علق “الجيش الإسرائيلي” مجدداً على التوترات التي تشهدها المناطق ذات الأغلبية الدرزية في جرمانا وصحنايا بريف دمشق، وسط دعوات أممية لعدم التدخل “الإسرائيلي” في الشؤون الداخلية لسوريا.
وفي التطورات الأخيرة قال “الجيش الإسرائيلي”: “قواتنا تنتشر في جنوب سوريا ومستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة والقرى الدرزية”، مضيفاً أن “الجيش الإسرائيلي متابع للتطورات ورفع الجاهزية للدفاع وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة”، وفق تعبيره.
وأشار “الجيش الإسرائيلي” إلى أن “تل أبيب أجلت سورييَّن من الطائفة الدرزية إلى مركز طبي داخل إسرائيل، بعد إصابتهما في سوريا”، من دون أن يشير إلى ظروف الإصابة.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: “إذا لم يتوقف النظام الجديد في سوريا عن الاعتداء على الدروز سنرد عليه بشدة”.
وتتزامن التصريحات مع اجتماع في محافظة السويداء جنوبي سوريا، يضم رموز الطائفة الدرزية ووجهاء من المدينة وقادة فصائل محلية مع ممثلين عن الحكومة. ويتوقع أن ينتج عن الاجتماع اتفاق ينهي التوتر القائم في السويداء وريف دمشق وإنهاء الملفات العالقة مع الحكومة، وسط تحضيرات من الأمن العام السوري لدخول المحافظة.
وفي هذا الصدد، ندد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، في بيان أصدره أمس الأربعاء، بهجمات “إسرائيل” على محافظة ريف دمشق، داعياً إلى وضع حد فوري لها. وأعرب بيدرسن عن “قلقه العميق إزاء أعمال العنف غير المقبولة، لا سيما في ضواحي دمشق ومدينة حمص (وسط)، وكذلك التقارير التي تتحدث عن وقوع ضحايا بين المدنيين وعناصر الأمن، وعن احتمالية تصعيد الوضع الهش أصلاً”.
كما عبر عن قلقه إزاء “التقارير المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية على سوريا” قائلاً: “يجب وقف هذه الهجمات”، داعياً إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين وضمان الهدوء ومنع إثارة التوترات الاجتماعية، أنه يلاحظ ويدعم الجهود المبذولة في هذا السياق.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التحريض على العنف وقتل المدنيين، داعياً لاحترام سيادة سوريا بشكل كامل، وقال: “إن تحقيق التقدم في هذا الأمر يتطلب حواراً حقيقياً ومصالحة مبنية على مشاركة حقيقية وبناء الثقة بين كافة المكونات”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، أن أنقرة ستواصل دعم جهود المصالحة والسلام بين جميع مكونات المجتمع السوري، وقال كتشالي: “إن تركيا على قناعة تامة بأن أعمال العنف التي حدثت جنوبي سوريا سيتم إنهاؤها من خلال الحوار والحكمة بين الحكومة السورية والمكونات المحلية في المنطقة، وأن المتورطين في هذه الأحداث سيقدمون إلى العدالة”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأوضح أن “المهمة التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، وخاصة دول المنطقة، في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، هي المساهمة في إرساء الأمن والاستقرار فيها ودعم الخطوات المتخذة نحو ضمان المصالحة الاجتماعية”.
كما شدد كتشالي، على ضرورة أن توقف “إسرائيل غاراتها الجوية التي تلحق الضرر بالجهود الرامية لتحقيق وحدة سوريا”، مضيفة أن “تركيا ستواصل تقديم الدعم لجهود المصالحة والسلام بين جميع مكونات المجتمع السوري”.
وشهد اليومين الفائتين توترات أمنية في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا ذواتا الأغلبية الدرزية، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءات للنبي محمد، نُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية الذي نفى من جهته تماماً في مقطع فيديو مسجل أن يكون الصوت الظاهر في التسجيل صوته.