الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:21 PM

تصاعد التوتر العسكري في بصرى الشام مع حشود للقوات الحكومية ومحاولات لاحتواء الأزمة

تصاعد التوتر العسكري في بصرى الشام مع حشود للقوات الحكومية ومحاولات لاحتواء الأزمة
اندلعت مساء الخميس اشتباكات عنيفة في مدينة بصرى الشام، الواقعة في ريف درعا الشرقي، بين قوات الأمن العام ومنتسبي الفيلق الثامن بقيادة أحمد العودة. تسببت المواجهات بإصابة قياديين سابقين في الجيش الحر، وهما فايز وبلال الدروبي، الذين انضما مؤخرًا إلى الأمن العام، فيما شهد الجنوب السوري انقسامًا حادًا بالتزامن مع تصعيد آخر من القيادات الدرزية في السويداء. ### تضارب الروايات حول الأسباب وفقًا للأمن العام، كانت العملية تهدف إلى مصادرة شحنة مخدرات كانت متجهة من السويداء إلى درعا، وتمت خلال الاشتباكات في المدينة اعتقال عدد من المهربين. بالمقابل، نفت مصادر مقربة من الفيلق الثامن رواية الأمن العام، وصرحت أن العملية كانت موجهة ضد "مقرات خارجة عن سلطة الدولة"، في إشارة إلى الأمن العام نفسه، ووصفتها بأنها "تحرك أمني تنظيمي". ### تصاعد التوترات في الجنوب الإصابات التي لحقت بفايز وبلال الدروبي أثارت جدلًا إضافيًا، حيث أُغلق مشفى بصرى الشام بعد إصابتهما، بينما فرضت قوات الفيلق الثامن حواجز داخل المدينة واعتقلت عناصر من وزارة الدفاع. أدى هذا الوضع إلى مناشدة الأهالي حكومة دمشق للتدخل العاجل. جاء هذا التصعيد بعد لقاء جمع قائد الفيلق أحمد العودة بالشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز القيادات الدينية في السويداء، والذي أكد في خطاب لاحق رفضه التوافق مع حكومة دمشق، واصفًا إياها بأنها "تدار من فصائل إرهابية". كما شدّد الهجري على تمسك الدروز بالسيطرة على السويداء وتخطيطهم لصد أي هجوم حكومي محتمل. ### سياق المواجهات تزامنت هذه الأحداث مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع حربية إسرائيلية في أجواء ريف درعا الجنوبي، وسط اتهامات من أهالي بصرى الشام لعناصر الفيلق بمحاولة اغتيال واعتقال شخصيات مناوئة. في سياق متصل، تصاعدت الدعوات لتسليم السلاح من قبل الفصائل المسلحة، بينما فرضت قوات الأمن حظر تجوال في المدينة ونفذت عدة اعتقالات. ### دلالات المشهد تشير الاشتباكات في بصرى الشام إلى استمرار حالة الفوضى في الجنوب السوري، مدفوعة بالتوترات بين القوى المحلية ومصالح الأطراف الخارجية. يحمل الوضع الراهن مؤشرات على تصعيد أوسع، في ظل الانقسامات العميقة بين القوى المسلحة وعدم التوافق بينها وبين الحكومة السورية الجديدة.
مشاركة المقال: