الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:13 PM

تحذير من "تعفن الدماغ": هل يدمر الذكاء الاصطناعي قدراتنا العقلية؟

تحذير من "تعفن الدماغ": هل يدمر الذكاء الاصطناعي قدراتنا العقلية؟

تحذر الأوساط العلمية بشكل متزايد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي غزت العالم في السنوات الأخيرة، حيث توصل باحثون إلى مصطلح "تعفن الدماغ" للإشارة إلى مشاكل عقلية محتملة بسبب الإدمان على هذه التقنيات الذكية.

وفقًا لمقال نشره موقع "بي سايكولوجي توداي" الأميركي، يرمز "تعفن الدماغ" إلى تآكل الانتباه والإبداع والتفكير النقدي مع الانجذاب إلى الفضاء الإلكتروني. يشير المصطلح إلى التدهور العقلي الناتج عن الإفراط في استهلاك المحتوى التافه على الإنترنت، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويثير نقاشات حول الأضرار المحتملة للتكنولوجيا على الصحة العقلية، خاصة بين الشباب.

تقول الدكتورة كورنيليا والثر، خبيرة الأمم المتحدة وأستاذة الذكاء الاصطناعي بجامعة بنسلفانيا، إن مصطلح "تعفن الدماغ" اختير "كلمة العام" من قبل مطبعة جامعة أكسفورد في عام 2024 بناءً على تصويت 37 ألف شخص. يجسد هذا المصطلح روح العصر المتمثلة في تصفح الإنترنت بشكل مشوه وتحميل المحتوى الرقمي الزائد، مما يؤدي إلى تراجع في الوظائف الإدراكية والصحة العقلية.

توضح والثر أن "هذا خطر لا ينبغي تجاهله، بل معالجته قبل فوات الأوان، نتيجة للاستهلاك المفرط لمحتوى إلكتروني مخدر للعقل أو رديء الجودة". وتضيف: "صُممت خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لإبقائنا منشغلين، وغالبًا ما تقودنا إلى دوامة من المحتوى الذي لا يقدم قيمة تذكر، ولكنه يستهلك الكثير من الوقت. تصفح الأخبار السلبية باستمرار ضار للغاية، فالتدفق المستمر للعناوين الرئيسية المقلقة يبقينا ملتصقين بشاشاتنا، مما يفاقم القلق ويستنزف طاقتنا العقلية".

تشير والثر إلى أن التحول إلى العمل عن بعد والتعلم الافتراضي أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين حياتنا الشخصية والمهنية، حيث أصبحت شاشاتنا الوسيلة الأساسية للإنتاجية والترفيه، مما يصعب علينا الانفصال عن الواقع وإعادة شحن طاقتنا، وهذا يؤدي إلى إرهاق ذهني وتراجع في القدرة على الانخراط بعمق في المهام المعقدة.

بحسب والثر، فإن برنامج المحادثة العالمي "تشات جي بي تي" يحفز هذا السيناريو من الجهد المعرفي الأدنى، ففي خضم تعدد المهام وميلنا البشري لأقل جهد، تصبح فرصة تفريغ المهام المعرفية المرهقة لمساعدينا الاصطناعيين المتاحين دائمًا حقيقية.

مشاركة المقال: