الجمعة, 16 مايو 2025 12:35 AM

بلغاريا تواجه أزمة ديموغرافية حادة: قرى مهجورة ونزوح جماعي نحو المدن

بلغاريا تواجه أزمة ديموغرافية حادة: قرى مهجورة ونزوح جماعي نحو المدن

عشرات القرى والتجمعات السكنية في بلغاريا باتت خالية من سكانها، حيث يعيش فيها عدد قليل جداً من أهلها وسط مخاوف متزايدة بعد أن أصبحت مهجورة. أدى تناقص السكان في بلغاريا إلى خلو 199 مستوطنة تماماً من السكان.

الفارق كبير بين المدن والقرى، ففي "ليولين"، أكبر أحياء العاصمة صوفيا، يعيش أكثر من عدد سكان مستوطنتي فيدين وغابروفو مجتمعتين. أما أصغر بلدية في بلغاريا، وهي تريكليانو، فلا يتجاوز عدد سكانها 522 نسمة، وفقاً لأحدث البيانات.

تتفاقم المشكلة بسبب الاتجاه المستمر لانتقال السكان من المستوطنات الصغيرة إلى المدن الكبيرة، مما يدفع الحكومة إلى النظر في إعادة هيكلة المخططات العمرانية، خاصة وأن عدد السكان في بعض المناطق انخفض إلى ما دون الحد الأدنى اللازم للتخطيط الفعال.

يوجد في بلغاريا حالياً 6 مناطق تخطيط، و28 مقاطعة، و265 بلدية، و5,256 مستوطنة، منها 4,999 قرية. قرية بوغدانوفتسي، التي كانت موطناً لأكبر قاعدة احتياطية لقوات البناء، أصبحت الآن واحدة من 9 قرى في ضواحي صوفيا لا يوجد بها سكان.

تقع القرية على بعد 50 دقيقة فقط من العاصمة، لكن الطريق المعبدة تنتهي قبل الوصول إليها بثلاثة كيلومترات، ولا توجد أي علامة تدل على وجود تجمع سكاني في محيطها.

فلاديمير فيليوفا، البالغ من العمر 78 عاماً، هو وزوجته وأحد جيرانه السكان الوحيدين الباقين في قرية صغيرة مجاورة، ويعرب عن قلقه إزاء خلو القرى من السكان.

باحثون من أكاديمية العلوم البلغارية لاحظوا ارتفاع عدد التجمعات غير المأهولة، فمنطقة غابروغو تضم 64 قرية مهجورة تماماً. وتشهد المنطقة تناقصاً في عدد السكان، ومعظم العقارات يشتريها الأجانب الأثرياء.

الدكتورة ألكسندرا رافناتشكا تتوقع أن هذا الاتجاه سيتعمق في المستقبل، خاصة في المنطقة الشمالية الوسطى وعلى طول المناطق الحدودية.

إحدى المواطنات ممن بقين في القرى المهجورة، تشير إلى أن الشركات الكبرى فقط هي التي تنجح في البقاء على قيد الحياة، بينما الشركات الصغيرة تعاني من البيروقراطية.

في قرية بوغدانوفتسي، ينتظر فلاديمير شهر حزيران، عندما يعيد التجمع السنوي لأهالي القرية الحياة إلى المكان، ولو ليوم واحد فقط حول الكنيسة الصغيرة.

مشاركة المقال: