في مثل هذا اليوم، 12 نيسان من عام 2016، فقد الإعلام السوري الثوري أحد أبرز رموزه، “زاهر الشرقاط”، الذي اغتيل في مدينة غازي عنتاب التركية على يد تنظيم الدولة، ليصبح رمزًا للتضحية في سبيل كلمة الحق ومناهضة التطرف.
ولد زاهر الشرقاط عام 1980 في مدينة الباب بريف حلب، وحصل على إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق. عمل في التدريس الديني، وكان موجّهًا في مدرسة تركمان بارح الشرعية، وشغل منصب إمام وخطيب في عدد من القرى والمدن في ريف حلب.
مع انطلاق الثورة السورية، انخرط الشرقاط في الحراك السلمي والمظاهرات، ثم انتقل إلى العمل العسكري، حيث أسس كتيبة أبي بكر الصديق، وتلاها بإعلان تشكيل لواء الأمويين، ليقود معارك ضد قوات النظام وتنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي.
عُرف الشرقاط بمواقفه الصريحة ضد الغلو والتطرف، سواء من قبل نظام الأسد أو التنظيمات الإرهابية، ما جعله هدفًا للاغتيال. ورغم نجاته من محاولات عدة، بقي متمسكًا برسالته الإعلامية والإنسانية، غير آبه بالتهديدات المتكررة.
انتقل لاحقًا إلى تركيا، حيث استقر في غازي عنتاب، وواصل عمله الإعلامي من خلال برامج مؤثرة على قناة حلب اليوم، مثل “التنظيم في عيون القادة” و “في الخنادق وخطوط النار”. لم يكن الشرقاط مجرد إعلامي، بل كان ناشطًا ثوريًا، ورئيسًا للمجلس المحلي في مدينة الباب، ولعب أدوارًا مهمة في المجالين الإغاثي والعسكري.
في 10 نيسان 2016، تعرض الشرقاط لمحاولة اغتيال بإطلاق نار مباشر، وتوفي في 12 نيسان، وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الجريمة.