الأكراد السوريون يوحدون رؤيتهم السياسية ويؤكدون التزامهم بنظام فيدرالي ديمقراطي
أعلنت الفصائل الكردية في شمال شرق سوريا توصلها إلى رؤية سياسية موحدة تدعو إلى إقامة نظام لا مركزي يعتمد على الفدرالية، التعددية، الديمقراطية، والتمثيل البرلماني. ووفق تصريحات بدران جيا كرد، أحد مسؤولي الإدارة الذاتية، يمثل هذا التوافق الإعلان الأول لتبنّي خيار الفدرالية بشكل رسمي بعد جولات من المشاورات بين القوى الكردية خلال الشهر الماضي.
وأشار جيا كرد إلى أن حل الأزمة في سوريا يستدعي احترام الخصوصيات الإدارية، السياسية، والثقافية لكل منطقة. كما اقترح اعتماد نظام يقوم على إنشاء مجالس محلية منتخبة وهيئات تنفيذية مسؤولة، مع وجود قوات أمن داخلي محلية لتأمين الاستقرار وضمان تمثيل المجتمعات المختلفة ضمن النظام الجديد.
مصادر كردية أشارت إلى أن الاتفاق على هذه الرؤية تم بين فصائل وأحزاب كردية متنافسة، بما في ذلك "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"المجلس الوطني الكردي"، بعد اجتماعات عقدت مؤخرًا. وينتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن هذه الرؤية الموحدة في مؤتمر يُعقد نهاية الشهر الجاري، وسط ضغوط دولية لدفع الأطراف المعنية إلى اتفاق نهائي.
تتضمن الوثيقة السياسية التي تم التوافق عليها نحو ثلاثين بندًا، من أبرزها الدعوة إلى توزيع عادل للسلطة والثروة، توحيد المناطق الكردية ضمن إطار فدرالي، الاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية، وإلغاء المشاريع التي استهدفت الأكراد سابقًا. كما ركزت المشاورات على تشكيل وفد مشترك لبدء حوارات رسمية مع الحكومة السورية، وسط مشاركة مباشرة من أطراف دولية كالولايات المتحدة وفرنسا.
يدافع الأكراد عن الفدرالية باعتبارها الحل الأمثل لضمان وحدة سوريا، نظراً لتعدد أعراقها وطوائفها. ومع ذلك، يواجه الطرح معارضة من الحكومة السورية وبعض الأطراف الأخرى التي ترى فيه تهديدًا للوحدة الوطنية. ويرى مؤيدو الفدرالية أنها تساهم في حفظ خصوصية المناطق وتضمن مشاركة أوسع في الحكم دون المساس بسيادة الدولة.
