الأربعاء, 30 أبريل 2025 02:42 PM

اكتشاف مذهل: كيف يكشف تنفسك أسرار عينيك؟

اكتشاف مذهل: كيف يكشف تنفسك أسرار عينيك؟

كشفت دراسة حديثة عن رابط مدهش بين التنفس والبصر، مؤكدة أن العينين تعكسان طريقة تنفسنا وليس فقط مشاعرنا.

أظهرت الدراسة أن حجم الحدقة يتغير تلقائيًا بالتزامن مع دورة التنفس، مما يؤكد أن الحدقة البشرية في حالة تكيف مستمر مع العوامل البيئية والفسيولوجية، وتلعب دورًا حاسمًا في جودة الإدراك البصري. فعلى سبيل المثال، تساعد الحدقة المتسعة في تمييز الأشياء المرئية بشكل ضعيف، خاصة في الرؤية المحيطية، بينما تحسن الحدقة الضيقة وضوح الصورة، مما يعزز أداء مهام مثل القراءة.

وذكر موقع PsyPost أن هذا الانعكاس موثوق لدرجة أن الأطباء يستخدمونه لتقييم وظائف الدماغ. فعدم استجابة الحدقة للضوء قد يشير إلى حالة صحية خطيرة.

لكن تفاعل حدقة العين لا يقتصر على الضوء فقط؛ فهي تتضيق عند التركيز على شيء قريب، وتتسع استجابة للنشاط الفكري المكثف أو الإثارة العاطفية. لهذا السبب، يُستخدم حجم الحدقة في الأبحاث النفسية والعصبية كمؤشر على الجهد الذهني وزيادة الانتباه.

على مدى عقود، كانت هذه الأنواع الثلاثة من استجابة الحدقة هي الوحيدة المؤكدة علميًا. لكن مؤخرًا، اكتشف باحثون من معهد "كارولينسكا" في ستوكهولم وجامعة "خرونينجن" في هولندا أن التنفس هو الاستجابة الرابعة.

وجد العلماء أن الحدقة تميل إلى التوسع أثناء الزفير والتضيق في بداية الشهيق. وعلى عكس الاستجابات الأخرى، تحدث هذه الاستجابة باستمرار. وأكد علماء الفسيولوجيا في سلسلة من خمس تجارب شملت أكثر من 200 شخص أن حجم الحدقة يتغير بالتزامن مع التنفس.

كان هذا التأثير مفاجئًا في ثباته. فعلى سبيل المثال، حاول المشاركون في التجارب التنفس عبر الأنف أو الفم فقط، وتنظيم معدل التنفس (إبطائه أو تسريعه). وفي جميع الحالات، لوحظ نفس النمط، حيث ظل حجم الحدقة في أصغر حالاته في بداية الشهيق وأكبر حالاته أثناء الزفير.

يغير هذا الاكتشاف فهمنا لكل من التنفس والبصر، ويشير إلى وجود صلة أعمق بين التنفس والجهاز العصبي مما كان يعتقد سابقًا. والسؤال المطروح الآن: هل تؤثر هذه التغيرات الطفيفة في حجم الحدقة على كيفية رؤية الإنسان للعالم؟

تبلغ تقلبات حجم الحدقة أثناء التنفس أجزاء من المليمتر فقط، وهي أصغر من استجابة الحدقة للضوء. ومع ذلك، فإن حجم هذه التقلبات كبير نظريًا بما يكفي للتأثير على إدراكنا البصري. ومثلما تُستخدم استجابة الحدقة للضوء كأداة تشخيصية، فإن التغيرات في العلاقة بين حجم الحدقة والتنفس قد تكون علامة مبكرة على الاضطرابات العصبية.

المصدر: Nauka.tv

مشاركة المقال: