الثلاثاء, 6 مايو 2025 12:32 AM

اعتداء على صحفيين في السويداء أثناء تغطية اتفاق بين فصائل محلية والحكومة السورية

اعتداء على صحفيين في السويداء أثناء تغطية اتفاق بين فصائل محلية والحكومة السورية

تعرض صحفيون لاعتداء من قبل مسلحين مجهولين في السويداء أثناء تغطيتهم للاتفاق الجاري بين الفصائل المحلية في المحافظة والحكومة السورية، وذلك يوم الأحد 4 أيار. وأعلنت وزارة الإعلام السورية يوم الاثنين 5 أيار، أن الوزير حمزة المصطفى التقى بعدد من الإعلاميين في الوزارة للاستماع إلى تفاصيل الاعتداءات التي تعرضوا لها أثناء تأدية مهامهم في محافظة السويداء.

أكد المصطفى على "حرص الوزارة على حماية الصحفيين ومتابعة قضاياهم بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان بيئة إعلامية آمنة".

الصحفي أحمد فلاحة ذكر عبر حسابه على "فيس بوك" أن مسلحين تابعين لفصائل السويداء اعتدوا عليه وعلى المصور معاوية الأطرش أثناء توجههما لتغطية الاتفاق بين محافظ السويداء مصطفى بكور ومشايخ العقل في المحافظة. وأضاف أن المهاجمين أوقفوهما وهددوهما بالقتل ووجهوا لهما عبارات نابية ومذلة، مع توجيه السلاح نحو رأس فلاحة وإنزاله قسرًا من السيارة.

وأشار فلاحة إلى أن "أحد الرجال الشرفاء من المدينة تدخل ومنعهم من أذيتهما وقام بتأمين السيارة حتى الانتهاء من التغطية".

معاوية الأطرش روى لعنب بلدي تفاصيل الحادثة، موضحًا أن من أصل ثمانية صحفيين تعرضوا للاعتداء اللفظي والمضايقة، تعرض اثنان للضرب هما أحمد فلاحة ومحمد هارون. وأضاف أنهم بقوا في مبنى محافظة السويداء قرابة ثلاث ساعات قبل أن تقوم مجموعة من فصيل "لواء الجبل" بتأمينهم حتى خروجهم من المحافظة.

بعد انتشار الخبر، تواصل "اتحاد الصحفيين السوريين" مع فرعه في السويداء ومع حركة "رجال الكرامة" لتأمين الكادر الصحفي، وفقًا لعضو المكتب المؤقت للاتحاد براء العثمان.

أفاد العثمان أن حركة "رجال الكرامة" وأحرار السويداء "تفاعلوا مباشرة مع الحدث وبادروا فورًا لتأمين الصحفيين وحمايتهم".

منصة "السويداء 24" ذكرت أن شيخ عقل الطائفة الدرزية أبو أسامة يوسف جربوع وعددًا من مشايخ السويداء توجهوا إلى مبنى المحافظة وقدموا اعتذارًا باسم المجتمع المحلي للصحفيين، مؤكدين رفضهم لأي اعتداء على الإعلاميين أو الحريات العامة، ومشددين على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا التصرف.

في بيان صدر عقب الحادث، أدان اتحاد الصحفيين الاعتداء، مؤكدًا أن استهداف الصحفيين خلال قيامهم بواجبهم المهني يشكل جريمة بموجب القوانين والأعراف الدولية التي تشدد على حماية الصحفيين وتأمين سلامتهم في مناطق النزاعات والأزمات.

وطالب الاتحاد الجهات المعنية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات، والعمل على محاسبة المتورطين فيها وضمان عدم تكرارها، داعيًا إلى توفير الحماية الكاملة للصحفيين في سوريا.

أعرب الاتحاد عن تقديره للأهالي في السويداء الذين تدخلوا لحماية الصحفيين، مؤكدًا تضامنه معهم وضرورة توحيد الجهود لحماية حرية الصحافة وكرامة الصحفيين في سوريا.

توتر في السويداء

شهدت مدن وبلدات يسكنها غالبية درزية توترات بين فصائل من الأخيرة، وأخرى موالية للدولة، على خلفية تسجيل صوتي يسيء للنبي محمد، نسب لشيخ درزي، ونفاه الأخير.

بدأت الاشتباكات في مدينة جرمانا بريف دمشق، ثم امتدت إلى بلدة أشرفية صحنايا وصولًا إلى قرية كناكر وقرى وبلدات بالسويداء. وأعقب التوترات بيان للشيخين الجربوع والحناوي، يدعو إلى نبذ الطائفية، ورفض الإساءة للنبي. ثم تلاه بيان للرئيس الطائفة الروحي، الهجري، يهاجم الحكومة ويرفض الاعتراف بها، ويطالب بالحماية الدولية.

وصدر بيان عن ممثلين عن الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، نص على تفعيل الأمن في المحافظة ودعا لحماية الطريق الواصل إلى العاصمة دمشق، من قبل الدولة. ونص الاتفاق المعلن، في 1 من أيار، على تفعيل الأمن في المحافظة، ودعا لحماية الطريق الواصل إلى العاصمة دمشق، من قبل الدولة.

وطالب البيان بتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة، وبتأمين طريق السويداء- دمشق، وحمّل الحكومة المسؤولية عنه، ودعا إلى بسط الأمن والأمان على الأراضي السورية.

وأكد البيان الحرص على "وطن يضم السوريين جميعًا، وخالٍ من الفتن والنعرات الطائفية والأحقاد الشخصية والثارات وحمية الجاهلية".

وطمأن محافظ السويداء، مصطفى بكور، أن الاتفاق المبرم، في 1 من أيار، ستطبق بنوده تباعًا، ومساعي الدولة السورية لحل الإشكاليات في محافظة السويداء لا تزال مستمرة ولم تتوقف. "يمكن القول إننا على وشك حصد ثمار العمل الدؤوب في الفترة السابقة"، أضاف المحافظ بحسب تصريح نشره حساب المحافظة عبر "تلجرام". وأوضح أنه حصلت بعض التعديلات الطفيفة على بنود الاتفاق، نزولًا عند طلبات بعض الأطراف، لكنه ما زال ساريًا.

مشاركة المقال: