الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:25 PM

إلهام أبو السعود: قصة أول مايسترو وملحنة سورية تركت بصمة لا تُمحى في عالم الموسيقى

دمشق-سانا: إلهام أبو السعود، رائدة من رواد الموسيقا السورية، تركت وراءها إرثاً موسيقياً فنياً وإنسانياً لا يقدّر بثمن. كانت أول مايسترو عربية والملحنة الوحيدة في سوريا، مكرسةً حياتها لتعليم الموسيقا وتلحين الأغاني للأطفال، إيماناً منها بأن الموسيقا هي لغة الروح، ووسيلة لتربية الذائقة الجمالية منذ الصغر.

ولدت أبو السعود، التي نعتها نقابة الفنانين، في مدينة دمشق عام 1931، وتعلّمت العزف على العود في طفولتها من والدها المحب للموسيقا، والذي كان يجيد العزف والتلحين. ترسخت علاقتها مع هذا الفن من خلال تعلمها على آلة البيانو في مدرسة دوحة الأدب. لم يثنها زواجها المبكر وإنجابها لطفل صغير عن الحصول على الشهادة الثانوية، ومتابعة دراستها في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان في مصر، حيث تتلمذت على يد الفنانة رتيبة الحفني.

بعد عودتها إلى سوريا، عملت أبو السعود في وزارة التربية، وساهمت في إطلاق مواهب واعدة، ولحنت العشرات من الأغاني والأناشيد. كانت أحد مؤسسي المعهد العربي للموسيقا في دمشق، الذي خرجت منه مجموعة من أبرز العازفين والموسيقيين السوريين.

ألّفت أبو السعود 15 كتاباً تعليمياً لمختلف المراحل المدرسية، مستفيدةً من خبرتها في التدريس في معظم مدارس دمشق، ومعتمدةً طريقة الفنان النمساوي كارل أورف لتعليم الموسيقا للأطفال عن طريق اللعب. في رصيدها أكثر من 270 أغنية لحنتها للأطفال، مختارةً نصوصها من دواوين عدة شعراء مثل شوقي بغدادي، وكانت تؤمن بأن الموسيقا تسهم في بناء شخصية الطفل، فتجد في اختيارها لكلماتها ما يحثهم على تعلم النظافة وحب البيئة، ومحاسن الأخلاق ومكارمها.

اشتغلت أبو السعود في مجال البحث الموسيقي، فقدمت الدراسات والبحوث الموسيقية في ندوات ومحاضرات داخل وخارج سوريا، مسلطةً الضوء على أنواع التأليف الموسيقي العربي، ووثقت تجارب المؤلفين الموسيقيين المعروفين في سوريا والعالم.

كرّمت أبو السعود في مهرجان الأغنية العربية الثالث والعشرين في القاهرة، عرفاناً بدورها المتميز في نشر ودعم الموسيقا والفن الأصيل في الوطن العربي، وشاركت كمبدعة في مهرجان المبدعات العربيات في العاصمة التونسية.

برحيلها تطوى صفحة من صفحات التاريخ الموسيقي السوري، ولكن سيبقى إرثها الموسيقي حيّاً نابضاً في قلوب محبيها.

مشاركة المقال: