الأربعاء, 14 مايو 2025 03:10 AM

ألمانيا تحظر "مملكة ألمانيا" اليمينية المتطرفة وتعتقل "ملكها" في ضربة قاصمة

ألمانيا تحظر "مملكة ألمانيا" اليمينية المتطرفة وتعتقل "ملكها" في ضربة قاصمة

وجّهت الحكومة الألمانية ضربة قوية لأوساط نظريات المؤامرة والعقائد المتطرفة المتنامية في البلاد، بإعلان حظر أكبر حركات هذا التيار بتهمة "الإخلال بالنظام الديموقراطي".

وقرر وزير الداخلية الألماني حظر مجموعة يمينية متطرفة تطلق على نفسها اسم "مملكة ألمانيا"، والتي وصفتها الوزارة بأنها أكبر ذراع لما يسمى بحركة "مواطني الرايخ". وكانت المخابرات الداخلية الألمانية قد وضعت هذه الحركة تحت المراقبة منذ عام 2016.

يؤمن أنصار "مملكة ألمانيا" بأن الديمقراطية الألمانية الحالية غير شرعية، ويعتبرون أنفسهم مواطنين في نظام ملكي مستمر منذ هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

نفذت السلطات مداهمات في سبع مناطق استهدفت جمعية "كونيغرايش دويتشلاند" (مملكة ألمانيا) التي تضم حوالي 6 آلاف شخص، وتتهمها وزارة الداخلية بـ "إنكار وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية ورفض نظامها القضائي". شارك في المداهمات "المئات من عناصر الأمن".

أعلنت وزارة الداخلية أن الجمعية محظورة لأن "أهدافها وأنشطتها تتنافى مع القانون الجنائي وتخالف النظام الدستوري".

قال وزير الداخلية إن المجموعة أنشأت منذ عام 2012 "دولة موازية وأقامت هيكليات تدخل ضمن نطاق الجريمة الاقتصادية"، وأسست "دولة مضادة" تقوض حكم القانون واحتكار الدولة لاستخدام القوة، وتدعم "ادعائهم المفترض بالسلطة بروايات المؤامرة المعادية للسامية".

أضاف الوزير أنه حتى لو لم تضبط أسلحة بحوزة المجموعة ولم تصنف بعد في عداد الجماعات المسلحة، فلا يمكن اعتبار أتباعها "بعيدين عن إلحاق الأذى فيما يراودهم حنين إلى الماضي".

يشمل الحظر "المنظمات المتعددة التي تتبع "مملكة ألمانيا" التي أسسها مدرب الكاراتيه السابق بيتر فيتتسك عام 2012، والذي نصب نفسه ملكا. يقع مقرها بالقرب من مدينة فيتينبرغ بين برلين ولايبتسيغ.

أوقف فيتتسك مع ثلاثة أشخاص آخرين، بينهم مؤسسون للمنظمة التي أقامت منذ حوالي عشر سنوات "هيكليات ومؤسسات ترقى إلى مصاف دولة تقريبا" مع نظام مصرفي وشبكة تأمين، وفقا للنيابة العامة.

تندرج "مملكة ألمانيا" في سياق التيار المعروف باسم "مواطني الرايخ" الذي يجمع جماعات متنوعة من أصحاب نظريات المؤامرة والفكر اليميني المتطرف الذين لا يعترفون بسلطة الدولة أو شرعية مؤسساتها. يتمسك كثيرون منهم بفكرة استدامة الرايخ العائد لما قبل الحرب العالمية الأولى على شكل نظام ملكي.

بحسب الاستخبارات الألمانية الداخلية، كان هذا التيار يضم حوالي 23 ألف عضو سنة 2022. وتسعى الجمعية إلى التربح من خلال أنشطة غير قانونية تمارسها منذ سنوات في مجال البنوك والتأمين بالاستناد إلى هيكلياتها الفرعية.

يواجه الائتلاف الحكومي الجديد في ألمانيا تنامي الفكر اليميني المتطرف بعد أن بات حزب "البديل من أجل ألمانيا" أكبر كتلة معارضة في مجلس النواب.

في عهد المستشار السابق أولاف شولتس، فُكّكت عدة منظمات تنشط تحت راية "مواطني الرايخ" في عمليات غالبا ما أفضت إلى ضبط أسلحة. وكانت عملية الثلاثاء قيد الإعداد "منذ عدة أشهر".

اتسع نطاق هذه الجماعة القائمة منذ الثمانينات بفعل القيود المفروضة إبان جائحة كوفيد-19. وأشهر العمليات التي استهدفتها تلك التي تم خلالها تفكيك جماعة مسلحة كانت تسعى إلى الانقلاب على المؤسسات الديموقراطية في البلد في كانون الأول/ديسمبر 2022.

مشاركة المقال: