يستعد وفد ديني كبير من طائفة الموحدين الدروز في سوريا، يضم نحو 680 رجل دين، للتوجه غداً الجمعة إلى مقام النبي شعيب في منطقة الجليل، لإحياء المناسبة السنوية التقليدية التي تقام بين 22 و25 نيسان من كل عام. وتُعد هذه المشاركة السورية الأكبر منذ عقود، حيث يضم الوفد حوالي 150 رجل دين من محافظة السويداء، إضافة إلى مئات آخرين من قرى جبل الشيخ وريف دمشق.
تنسيق مسبق وموافقة من الجانبين
بحسب معلومات حصلت عليها "السويداء 24"، فقد تم التنسيق للزيارة بشكل مباشر بين هيئات دينية درزية في سوريا ونظيراتها في الداخل الفلسطيني المحتل. وقد أُدرجت أسماء الزائرين ضمن قوائم رسمية سُلّمت للسلطات الإسرائيلية التي منحت الموافقة للدخول والمبيت طوال أيام المناسبة. في المقابل، أفادت مصادر حكومية سورية بأن الهيئات الدينية أبلغت دمشق مسبقاً بنية تنظيم الزيارة، دون تسجيل أي اعتراض رسمي، ما فُسّر كموافقة ضمنية على الخطوة.
زيارة تحيي تقليداً دينياً عريقاً
زيارة مقام النبي شعيب تُعتبر من أبرز المناسبات الروحية لدى الطائفة الدرزية في المنطقة، وهي تقليد ديني متوارث منذ القرن التاسع عشر. إلا أن مشاركة دروز سوريا ولبنان تراجعت بعد نكبة 1948 بسبب إغلاق الحدود والصراعات السياسية.
توجه جديد لربط الطائفة روحياً عبر الحدود
الزيارة تأتي بعد أسابيع من زيارة مشابهة لوفد من بلدة حضر السورية، ما يشير إلى توجّه متصاعد نحو تعزيز الروابط الروحية بين أبناء الطائفة عبر خطوط التماس الجغرافية والسياسية. ورغم الحساسية المحيطة بهذه الزيارات، تبقى دوافعها دينية واجتماعية بالدرجة الأولى، في وقت يفتح هذا الانفتاح الباب أمام نقاشات أوسع حول دور المكوّنات الروحية في نسج علاقات عابرة للحدود، بعيداً عن الحسابات السياسية المباشرة.
