الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:33 PM

أغلب الأسر السورية تعجز عن تأمين التدفئة والشتاء ينذر بكارثة اقتصادية

أغلب الأسر السورية تعجز عن تأمين التدفئة والشتاء ينذر بكارثة اقتصادية
مع اقتراب فصل الشتاء، يواجه السوريون تحديات اقتصادية متزايدة تعمّق المعاناة اليومية، إذ لا يتجاوز متوسط الراتب الشهري 400 ألف ليرة، مما يجعل إدارة النفقات الأسرية شبه مستحيلة. ارتفاع أسعار الوقود، الملابس، والمواد الغذائية يضع العديد أمام أزمة حقيقية في تأمين الاحتياجات الأساسية. فقط لتشغيل المدفأة لمدة أربع ساعات يومياً، تحتاج الأسر المدعومة لنحو 150 لتراً شهرياً من الوقود، بينما يتم توفير 50 لتراً فقط بالسعر المدعوم. أما البديل، كاستخدام الحطب، فقد كشف أحد التجار في دمشق أن تكلفة طن الحطب وصلت إلى أربعة ملايين ليرة، في حين تحتاج عائلة لطُنين خلال فصل الشتاء، مما يعادل ثمانية ملايين ليرة، وترتفع التكلفة في المناطق الباردة لتصل إلى 16 مليون ليرة. تتصاعد التكاليف أيضاً مع أسعار الملابس الشتوية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً. أسعار المعاطف تتراوح بين 500 ألف ومليون ليرة، بينما يصل سعر بعض الملابس الشتوية إلى 1.2 مليون ليرة. الأحذية الشتوية يبدأ سعرها من 200 ألف ليرة. إجمالاً، قد تبلغ تكلفة الشتاء لعائلة سورية نحو عشرة ملايين ليرة شهرياً، مما يضيف عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطنين. في هذا السياق، أشار رئيس القطاع النسيجي في غرفة صناعة دمشق وريفها، نور الدين سمحا، إلى انخفاض مبيعات الألبسة بنسبة تتراوح بين 40 و50 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، نتيجة انخفاض القوة الشرائية. وأوضح أن أسباب ارتفاع أسعار الملابس تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية: ارتفاع أسعار المواد الأولية عالمياً، ارتفاع أجور الشحن، وغلاء حوامل الطاقة داخلياً. ورغم هذه الارتفاعات، فإن أسعار الألبسة المحلية تُعرض بأقل من نسبة ارتفاع كلفة إنتاجها. كما أكد سمحا أن هذا الارتفاع يضر بالصناعيين والمستهلكين على حد سواء، حيث يؤدي إلى ركود السوق وضعف الإنتاج. من جهته، يرى الدكتور تيسير المصري من كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، أن معظم الأسر عاجزة عن تأمين متطلبات التدفئة، مما يدفع البعض للجوء إلى قطع الأشجار والغابات، وهو أمر ينذر بتداعيات بيئية خطيرة. واعتبر المصري أن المشكلة تتجاوز العقوبات الاقتصادية لتصل إلى ضعف السياسة الاقتصادية والرقابة الحكومية، مشدداً على ضرورة دعم الأسر بمساعدات مادية مباشرة. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور حسن حزوري من جامعة حلب غياب الجهود الحكومية الجادة لمعالجة هذه الأزمات بشكل فعال، مشيراً إلى أن مكافحة الفساد يمكن أن تساهم في تخفيض الأسعار. وفي السياق الاجتماعي، أكد نائب رئيس جمعية حماية المستهلك، ماهر الأزعط، أن 85 بالمئة من السوريين عاجزون عن شراء الملابس الشتوية، ودعا الحكومة إلى ضرورة التدخل لتجنب كارثة شتوية شديدة. مع ارتفاع أعداد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، تبدو التحديات أكبر من أي وقت مضى، مما يستدعي حلولاً جذرية وإجراءات حكومية عاجلة لتخفيف معاناة المواطنين.
مشاركة المقال: