الثلاثاء, 13 مايو 2025 12:24 AM

أزمة السيولة وتأخر الرواتب يفاقمان الازدحام على صرافات المصرف العقاري في دمشق

أزمة السيولة وتأخر الرواتب يفاقمان الازدحام على صرافات المصرف العقاري في دمشق

خاص|| تشهد الصرافات الآلية، وتحديداً التابعة للمصرف العقاري في دمشق، ازدحاماً غير مسبوق، حيث أصبح التدافع والتزاحم مشهداً يومياً.

اشتكى العديد من المواطنين لـ "أثر" من تعطل العديد من الصرافات، مما اضطرهم للتوجه إلى الصالات الرئيسية في ساحة المحافظة ومنطقة المزة، الأمر الذي تسبب بفوضى وعدم تنظيم خلال ساعات الدوام الرسمي.

تقول ناريمان (موظفة) لـ"أثر": "هذا اليوم الرابع الذي أحاول فيه قبض راتبي دون جدوى بسبب عدم توفر المال. الصراف لا يُغذى قبل الساعة الحادية عشرة، وعلينا حجز دور ورقم عن طريق ورقة مدون عليها الأسماء. من يأتي باكراً يحظى برقم قريب، ومن يتأخر يصبح رقمه متأخراً، وربما حتى إذا جاء دوره، يفرغ الصراف من النقود، ليعاود الكرة صباح اليوم التالي".

طالبت ناريمان الجهات المعنية بإصلاح الصرافات المتبقية لتخدم المستفيدين.

أما رانيا، فاضطرت لدفع 25 ألف ليرة سورية مقابل الحصول على راتبها من إحدى الموظفات داخل المصرف، وتضيف: "خففت على نفسي عناء الوقوف لساعات طويلة مقابل 25 ألف ليرة. معظم الموظفين داخل المصرف باتوا يتعاملون بهذه الطريقة، يأخذون عمولة عن كل بطاقة، وقد يحصل الموظف على 100 ألف ليرة يومياً إذا استطاع قبض رواتب أربع بطاقات دفعة واحدة".

اعتبرت هناء (موظفة) أن إطلاق النظام التقني الجديد "شام كاش"، الذي سيقبض الموظفون بموجبه رواتبهم، نقلة نوعية ستخفف الازدحام على الصرافات، خاصة وأن شركات الصرافة والمؤسسات المالية بات لها أفرع متوفرة في كل مكان تقريباً.

وفي السياق نفسه، قال مصدر في المصرف العقاري لـ "أثر": "النظام التقني الجديد (شام كاش) سيخفف من الازدحام لأنه مربوط مع شركات الصرافة كافة. ليس هناك إمكانية لتحويل جميع موظفي الدولة للحصول على رواتبهم عن طريق الصرافات العقارية، وهناك شح في السيولة، فنحن لا نحصل على السيولة بالكمية المطلوبة".

وتابع المصدر: "تطبيق برنامج شام كاش سيوزع العبء على شركات الصرافة والمصارف والمؤسسات المالية". وأضاف: "تم إرسال كتاب لوزير المالية يفيد بأن المصرف العقاري على أتم الاستعداد للربط مع برنامج شام كاش".

نفى المصدر لـ"أثر" إلغاء عمل الصرافات العقارية، مؤكداً: "طالما نحن جاهزون للربط مع شام كاش، فهذا يعني استمرارنا بالعمل".

وأشار المصدر إلى وجود جانب إيجابي للربط، موضحاً: "إذا لاحظ الموظف ازدحاماً على شركة الهرم، يمكنه عبر البرنامج تحويل راتبه إلى مصرف آخر كالعقاري مثلاً، والقبض من خلاله. العملية تتم عبر تحويل المبلغ إلى الشركة التي يرغب بالتعامل معها، أي لن يكون الموظف محكوماً بشركة صرافة معينة ليقبض من خلالها. الربط سيتم مع كل المصارف وشركات الصرافة".

وعن نقص السيولة في الصرافات، قال المصدر لـ"أثر": "يومياً نحتاج إلى 4 مليارات ليرة سورية لتغذية الصرافات، لكن يتم منحنا مليار و200 مليون أو مليار ونصف المليار فقط، وبالتالي ستنفد المبالغ بسرعة لأنها غير كافية لسد احتياجات الموظفين. الموضوع ليس موضوع صرافات، إنما مشكلة سيولة. سابقاً كنا نقدم خدمة الصرافات حتى الساعة 9 مساءً، أما اليوم فتفرغ الصرافات عند الساعة 2 ظهراً، وبالتالي لا مجال لإعادة ملء الصرافات إلا في اليوم التالي".

واختتم حديثه لـ"أثر" قائلاً: "صرف رواتب المتقاعدين كان يتم في منتصف الشهر ضمن جدول زمني منظم. اليوم، بعد تأخر بعض الجهات في صرف رواتب المتقاعدين لما بعد منتصف الشهر، تزامن ذلك مع تحويل رواتب موظفي الدولة، مما عزز الازدحام على كافة الصرافات، سواء كانت عقارية أو تجارية".

مشاركة المقال: