الأربعاء, 30 أبريل 2025 01:15 PM

أزمة الخبز تتفاقم في ريف دير الزور: الأهالي يشتكون من رداءة الجودة ونقص الكميات والإدارة الذاتية تحت المجهر

أزمة الخبز تتفاقم في ريف دير الزور: الأهالي يشتكون من رداءة الجودة ونقص الكميات والإدارة الذاتية تحت المجهر

يئن أهالي ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة "الإدارة الذاتية" من أزمة خبز حادة، تتجسد في نقص الكميات وتدني الجودة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار الذي لا يتناسب مع الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية في المنطقة.

يعود سبب النقص إلى تقليص أيام عمل الأفران إلى أربعة أيام فقط في الأسبوع، وإغلاقها لثلاثة أيام، بناءً على طلب مديرية المطاحن التابعة لـ"الإدارة الذاتية" بهدف تخفيف الضغط على طلب الطحين. هذا الوضع مستمر منذ تموز 2024.

وفقًا لرصد عنب بلدي، تتضمن أبرز مشكلات جودة الخبز اختلاطه بالرمل والنخالة، مما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري. ويعزى ذلك إلى تدني جودة الطحين الموزع على الأفران المحلية من قبل إدارة المطاحن.

كمية قليلة وجودة سيئة

شمسة الحسين، من أهالي بلدة الكسرة غربي دير الزور، أكدت لعنب بلدي أن مشكلة نقص الخبز أصبحت تؤرق الأهالي، دون أي حلول تلوح في الأفق رغم المطالبات المتكررة. وأشارت إلى أن تعطيل الأفران ثلاثة أيام في الأسبوع يسبب إرباكًا كبيرًا، وأن الكمية المحددة مسبقًا من قبل "الإدارة"، وهي ربطة واحدة لكل منزل، لا تكفي حاجة أي عائلة.

وعن الجودة، وصفتها السيدة بأنها متردية جدًا و"لا يمكن تقديم هذا الخبز حتى للحيوانات". وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة، لا تستطيع العائلات شراء خبز "سياحي" لارتفاع سعره، حيث يبلغ سعر الربطة في الفرن 5 آلاف ليرة سورية، بينما يصل السعر في الأفران الخاصة إلى 10 آلاف ليرة بوزن 1200 غرام.

من جهته، اعتبر تيم الصالح، من ريف دير الزور أيضًا، أن الخبز غير صالح للأكل نهائيًا بسبب عدم نظافته ورداءته. وأعرب عن أسفه قائلاً إن من المعيب أن يكون الخبز مليئًا بالرمال والحجارة والنخالة والشوائب، خاصة وأن دير الزور غنية بأراضيها ومحاصيلها الوافرة.

وقدّم الأهالي العديد من الشكاوى للجهات المعنية للمطالبة بزيادة الكمية، وفرض رقابة على الأفران، وتحسين جودة الخبز، لكن دون استجابة.

خبز المنازل بديل

نتيجة لذلك، توجهت العديد من العائلات إلى شراء الطحين من التجار وخبزه في منازلهم، رغم ارتفاع سعره، لكنهم مجبرون على ذلك، خاصة مع إغلاق الأفران ثلاثة أيام أسبوعيًا.

أحمد السراي، أحد تجار الطحين في بلدة الصعوة غربي دير الزور، أوضح لعنب بلدي أن شراء الطحين زاد منذ مطلع العام الحالي، بعد انخفاض أسعاره. وذكر أن سعر الكيس بوزن 50 كيلوغرامًا وصل إلى 175 ألف ليرة سورية، مشيرًا إلى إقبال متزايد بسبب سوء جودة الخبز المدعوم من قبل "الإدارة الذاتية".

وتستمر الشكاوى، على الرغم من إعلان لجان في "الإدارة الذاتية" عن إجراء متابعات دورية لآلية إنتاج الخبز. ففي أيلول 2024، أجرت لجنة مراقبة ومتابعة آلية إنتاج الخبز في الحسكة جولة ميدانية للاطلاع على القمح والطحين المستخدم في إمداد الأفران المدعومة، بعد ورود شكاوى من الأهالي حول جودة الخبز.

ويعيش سكان المنطقة أوضاعًا معيشية متردية على غرار مناطق النفوذ المختلفة في سوريا. وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها "الإدارة الذاتية" الأغنى في سوريا، إذ تضم معظم آبار النفط، وتوصف بـ"خزان قمح سوريا" نظرًا لنشاطها الزراعي.

وتعد أزمة الخبز متجددة في شمال شرقي سوريا، سواء من ناحية تفاوت الأسعار أو من ناحية نقص الجودة.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

مشاركة المقال: