الأربعاء, 30 أبريل 2025 04:24 PM

هيومن رايتس ووتش: العائدون من لبنان إلى سوريا يواجهون اعتقالات وتعذيباً ومخاطر مميتة

هيومن رايتس ووتش: العائدون من لبنان إلى سوريا يواجهون اعتقالات وتعذيباً ومخاطر مميتة
دعت منظمة حقوقية دول العالم إلى وقف عمليات الإعادة القسرية للسوريين، وإنشاء آلية مستقلة لحماية اللاجئين العائدين، مع تقديم دعم مالي لهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن العائدين من لبنان إلى سوريا يواجهون مخاطر قمع واسعة النطاق، تشمل الاعتقال، والاختفاء القسري، والتعذيب، وحتى الوفاة أثناء الاحتجاز على يد قوات النظام السوري. وفق تقرير أصدرته المنظمة، يواجه اللاجئون الفارّون من التصعيد في لبنان، خصوصاً الرجال، تهديدات بالتوقيف والانتهاكات من قوات النظام. وسُجلت حالات توثيق عدة، منها أربعة اعتقالات مؤكدة، بينما تشير مصادر أخرى إلى عشرات الحوادث المشابهة. منذ بداية 2024، توفي شخصان ممن رحّلوا سابقاً وبقوا محتجزين، بينما تم اعتقال اثنين آخرين في لبنان وإخفاؤهما قسرياً بعد تسليمهما للنظام السوري. وأشار نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، آدم كوغل، إلى أن إجبار السوريين على العودة يأتي رغم استمرار الوضع الخطير في سوريا، حيث تمنع الحكومة وصول المنظمات الحقوقية إلى مراكز الاحتجاز، مما يرسخ غياب الشفافية بشأن الانتهاكات الموثقة. أجرت المنظمة مقابلات مع بعض العائدين، وكشفت أن من بين المعتقلين رجلين أُوقفا عند معبر الدبوسية وآخرين في نقاط تفتيش بين حلب وإدلب. في إحدى الحالات، اعتُقل جندي سابق رغم العفو الحكومي المعلن عن المطلوبين للخدمة العسكرية، مما دفع عائلته إلى ندم عميق على قرار العودة. تشير إحصائيات الهلال الأحمر السوري إلى أن 440 ألف شخص عبروا إلى سوريا من لبنان بين سبتمبر وأكتوبر 2024، 71% منهم سوريون. وشهدت مناطق شمال شرقي البلاد وصول 50,779 شخصاً بحلول أواخر أكتوبر، بينما لجأ 6,600 إلى شمال غربي سوريا، معظمهم من النساء والأطفال. يعيش اللاجئون السوريون في لبنان في أوضاع قهرية تدفعهم للتفكير في العودة، إذ يتم منعهم من دخول ملاجئ أولوية للفلسطينيين واللبنانيين، ويواجهون طرداً من المنازل من قبل ملاك العقارات. في ظل هذه الظروف، أكدت "هيومن رايتس ووتش" أن سوريا لا تزال بيئة غير آمنة للعودة وأوصت الدول المضيفة بوقف الإعادات القسرية على الفور. كما شددت المنظمة على ضرورة تقديم الدعم المالي للنازحين داخل سوريا ودول الجوار لضمان توفير ظروف إنسانية تُحترم فيها كرامة الإنسان، مع المطالبة بإعفاءات إنسانية تضمن وصول المساعدات دون قيود ناجمة عن العقوبات المفروضة من قِبل جهات دولية كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
مشاركة المقال: