الأربعاء, 30 أبريل 2025 06:25 PM

نزار قباني: في ذكرى رحيل فارس الشعر العربي.. قراءة في إرثه وتأثيره الجماهيري

نزار قباني: في ذكرى رحيل فارس الشعر العربي.. قراءة في إرثه وتأثيره الجماهيري

في الذكرى الـ 29 لرحيل الشاعر العظيم نزار قباني، نستذكر بإجلال من احتكر لمدة خمسين عامًا منبر الشعر العربي. نستذكر من يستحق بجدارة لقب الشاعر الجماهيري.

نزار قباني، الذي ألّف 60 كتابًا شعريًا ونثريًا، استمر حاضرًا بشعره ونثره في اليومي والمُعاش. صاحب ديوان "أنا رجل واحد وأنتِ قبيلة من النساء" ظل شاعرًا مثابرًا، غزيرًا، وجريئًا في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية.

لم يشاركه في ذيوع اسمه وحضوره إلا محمود درويش. هو الوحيد الذي استطاع الوصول إلى أعماق المرأة والتعبير عن مشاعرها وتقمّصها إلى حدّ أنه تفوق عليها في التعبير عن نفسها.

حقق نزار شعبية ضخمة من خلال موضوعاته المرتبطة بالجماهير، والطريقة السهلة في تناولها، سواء موضوعات الحب أو السياسة، مبتعدًا عن الغموض الذي غرق فيه الكثير من الشعراء عن قصد أو غير قصد. فهو تعامل مع الشعر بوصفه "خبزًا يحتاجه الناس كل وقت"، غير آبه بالوصول إلى النخبة.

كان يفاخر في اعتماد لغة البسطاء، فهو يكتب القصيدة التي لا تتعالى على الجمهور، لكنها من "السهل الممتنع"، كما ذكر في مقدمة ديوانه "هل تسمعين صهيل أحزاني".

البعض اعتبر أن نزارًا لم يخدم المرأة بل شيّأها، ولم يتعامل مع عقلها بل تعامل معها كجسد فقط. لكن البعض يرى العكس، معتبرًا أنه عبّر عنها بصدق: "إني خيرتك فاختاري"، ترك لها حرية الاختيار.

قصائد العشق المغنّاة من قبل أشهر المغنّين (كأُم كلثوم وفيروز وعبد الحليم ونجاة الصغيرة وكاظم الساهر) حققت له انتشارًا واسعًا في الأوساط الشعبية وذيوعًا لدواوينه بين البسطاء وغيرهم لعذوبتها، وحققت للمطربين أيضًا شهرة أكبر.

رحم الله شاعرنا وطوبى للعظماء أمثاله.

مشاركة المقال: