في إطار تعزيز التعاون مع المنظمات المدنية والهيئات المحلية الفاعلة، عُقد اجتماع تنسيقي بين مؤسسة مياه طرطوس ووفد من منظمة الآغا خان، بهدف بحث الواقع المائي في المحافظة، ودراسة سبل الاستفادة المثلى من الينابيع الطبيعية ضمن إطار مشروع حمل عنوان: "حصاد الينابيع المائية". وترأس الاجتماع المهندس عبدالله طاهر الحمود، المدير العام لمؤسسة المياه في طرطوس، الذي أكد في حديثه لمنصة أهمية تفعيل الشراكات مع الجهات الدولية والمحلية لتحسين الخدمات المقدّمة للمواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني نقصًا في مصادر المياه الصالحة للشرب.
تحديد الينابيع والمناطق المستفيدة
شملت المناقشات دراسة مجموعة من الينابيع المائية المهمة في ريف طرطوس، وهي: نبع الدلبة، ونبع البغلة. وستركّز المشاريع المقترحة على استثمار هذه الينابيع لتغذية وتزويد 18 قرية ومنطقة في المحافظة بمياه الشرب النظيفة، ومن أبرزها:
- بحوي وكفرية
- خربة الفرس
- المنهل ومازوغا
- بيت ديبة والبريكية
- عورو
- الملوعة وضهر الملوعة
- النعامة والعلية
- برمانة رعد
- البطيحية وعقرزيتي
الخطوات التنفيذية للمشاريع
وأوضح المهندس الحمود أن المشروع سيتم تنفيذه عبر عدد من المراحل المدروسة، تبدأ بإجراء استبيانات ميدانية للمواقع المحددة لجمع البيانات اللازمة حول الواقع الحالي لكل ينبوع واحتياجات السكان. وتتضمن الخطة أيضًا:
- إعادة تأهيل البنية التحتية للينابيع لتحسين جودة المياه وزيادة كمياتها
- دراسة إنشاء منظومات طاقة شمسية لتغذية مضخات المياه وضمان استمرارية الضخ دون انقطاع الكهرباء
- ربط الينابيع بخزانات قريبة وتجهيزها بالمعدات اللازمة مثل المضخات ووحدات الفلاتر
وتهدف هذه الخطوات إلى تحسين جودة المياه وتوفيرها بانتظام للسكان، مع تقليل الهدر وتحقيق كفاءة أكبر في استخدام المصادر المائية المتاحة. ومن أجل قياس فعالية هذه المشاريع، سيتم مقارنة الكميات الحالية من المياه الموزعة في المناطق المستهدفة قبل وبعد تنفيذ المشروع، وذلك لمعرفة مدى التحسّن في نصيب الفرد من المياه النظيفة، وهو مؤشر أساسي لقياس التقدّم في مستوى الخدمة.
ضمان الاستدامة والاستفادة المجتمعية
أكد الجانبان خلال الاجتماع ضرورة تنفيذ هذه المشاريع بشكل مشترك بين مؤسسة المياه ومنظمة الآغا خان، بما يضمن الاستفادة القصوى منها من قبل المجتمع المحلي، ويحقق التنمية المستدامة في القطاع المائي في الريف الطرطوسي. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة الجدوى الأولية للمشاريع، وإعداد التقارير الفنية والمالية اللازمة، تمهيدًا لبدء التنفيذ الفعلي في القريب العاجل. هذا النوع من الشراكات يُعد خطوة مهمة نحو تحسين الواقع المائي في الريف السوري، ويأتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه قطاع المياه، حيث تحتاج مثل هذه المشاريع إلى دعم دولي ومحلي متضافر لضمان الوصول إلى خدمات مياه آمنة ومستدامة لجميع المواطنين.
