كشفت مجلة المجلة عن مقتطفات من الجزء الثاني من مذكرات فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري السابق، والصادرة عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". تعتبر هذه المذكرات وثيقة جريئة توثق مرحلة حساسة من تاريخ سوريا الحديث، حيث شغل الشرع مناصب رفيعة في ظل حكم بشار الأسد، بما في ذلك وزارة الخارجية (2000-2005) ونائب الرئيس حتى عام 2014.
يذكر أن الشرع أنهى كتابة هذه المذكرات في عام 2019، وكان نشرها غير متوقع بسبب إقامته في دمشق. إلا أن تسارع الأحداث وتراجع سيطرة النظام دفع إلى الكشف عنها. هذه هي أول مذكرات لمسؤول سوري رفيع تصدر بعد تفكك سيطرة النظام على أجزاء واسعة من البلاد.
تبدأ الرواية بعودة بشار الأسد من بريطانيا عام 1994 بعد وفاة شقيقه باسل، وتكشف تفاصيل خطة التوريث وتدرج بشار في المناصب. تتناول المذكرات محطات مفصلية مثل الدور السوري في لبنان، والتمديد لإميل لحود، واغتيال رفيق الحريري، وحادثة غازي كنعان، والمفاوضات مع إيهود أولمرت.
تصل المذكرات إلى اندلاع الثورة السورية، حيث يسرد الشرع مشاهداته ومواقفه من الداخل، بما في ذلك الصراعات داخل النظام وخياراته الأمنية. تكشف المذكرات تفاصيل محجوبة لعقدين من الزمن وتفتح الباب لقراءة جديدة لما جرى خلف كواليس الحكم في سوريا، وتعكس تحولاً في موقف أحد أبرز وجوه النظام سابقاً.
