أعلنت دولة قطر، الأربعاء، عن استعدادها لتقديم دعم شامل للبنان في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها قطاعا الطاقة والكهرباء، وذلك بهدف ضمان استقراره ودعم مسار الإصلاح وإعادة الإعمار.
جاء هذا الإعلان خلال قمة لبنانية قطرية جمعت الرئيس اللبناني جوزاف عون بالأمير تميم بن حمد في الديوان الأميري بالدوحة، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وشهدت القمة توافقًا بين الطرفين على "ضرورة الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود اللبنانية – السورية"، والتأكيد على أهمية "الحفاظ على استقرار الداخل اللبناني وتجنب حدوث أي انتكاسة تؤثر على السلم الأهلي".
وكان الرئيس عون قد بدأ، مساء الثلاثاء، زيارة غير محددة المدة إلى الدوحة لإجراء مباحثات مع أمير قطر.
وفي بداية اللقاء الموسع، رحب الأمير تميم بالرئيس عون، مشيدًا بأهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات اللبنانية القطرية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.
وأشار الأمير إلى "وجود فرصة لتحقيق الاستقرار في لبنان"، مؤكدًا على توافر عوامل داخلية وخارجية متعددة يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف.
ودعا إلى "استثمار" هذه العوامل بما يخدم مصلحة لبنان وشعبه.
وفي هذا السياق، أكد أمير قطر استعداد بلاده لتقديم كل ما يحتاجه لبنان في مختلف القطاعات، وعلى وجه الخصوص الطاقة والكهرباء، وذلك في إطار مشاركة الدوحة في "عملية النهوض بلبنان، ودعم مسيرة الاستقرار والإصلاح وإعادة الإعمار".
كما أشار إلى استعداد قطر لتقديم المساعدة "حتى في الأمور والاحتياجات التي لم يعلن عنها سابقًا"، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
وأكد أن الدوحة بادرت بتقديم الدعم للبنان في العديد من المجالات، وأن لبنان يمكنه تحديد "احتياجاته لتمكين قطر من تقديم المساعدة اللازمة".
وأضاف: "مع وجود الرئيس عون والحكومة الجديدة، يمكن التنسيق وتفعيل العمل في مجالات متعددة".
ووفقًا لبيان الرئاسة اللبنانية، شدد الأمير تميم على أهمية الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني، واصفًا إياه بأنه "المؤسسة الوطنية الجامعة التي يتحد حولها اللبنانيون، وتحظى بمحبتهم جميعًا، ولا بد من دعمها لتمكينها من تحمل مسؤولياتها على مختلف الأصعدة".
من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني عن تقديره للدعم الذي قدمته وتقدمه دولة قطر للبنان، وخاصة المساعدات التي تقدمها الدوحة للجيش اللبناني.
وأكد عون أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق الاستقرار في لبنان، مشيرًا إلى أن بيروت "تعتمد على الدول العربية والخليجية بشكل خاص، لتقديم المساعدة والعودة إلى لبنان بعد انقطاع نتيجة الظروف التي كانت سائدة".
يُذكر أن جوزاف عون انتُخب رئيسًا للبنان في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد فراغ في المنصب استمر لأكثر من عامين بسبب خلافات بين الأطراف السياسية.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارًا ماليًا يُعد من بين الأسوأ في العصر الحديث، وفقًا للبنك الدولي، حيث فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها، لتصل إلى متوسط 90 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، بعد أن كانت 1500 ليرة.
** احتياجات الجيش اللبناني
وفي سياق متصل، استعرض الرئيس عون بعض احتياجات الجيش اللبناني لإعادة تجهيزه وتطويره، في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان.
وأكد أن "الجيش يقوم بدوره كاملاً في الجنوب وفي جميع المناطق التي انسحب منها الإسرائيليون، ولكن بقاءهم في بعض التلال يعرقل انتشار الجيش اللبناني واستكمال مهامه".
وأشار خلال لقائه بالأمير تميم إلى أن الجيش اللبناني يقوم بـ"مصادرة" الأسلحة التي يتم العثور عليها في الأنفاق والمخابئ وغيرها من المواقع.
وكشف عن وجود "اتصالات جارية لمعالجة موضوع (حيازة) السلاح انطلاقًا من الموقف الرسمي اللبناني" الذي يلزم بأن تكون ملكية السلاح حصرًا بيد الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية.
كما تناول اللقاء الموسع بين الزعيمين العلاقات اللبنانية السورية، وأكدا على "ضرورة الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود المشتركة والتنسيق بين البلدين".
وعرض الرئيس عون للأمير تميم تطورات الاتصالات الأخيرة التي جرت بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري والتنسيق القائم بينهما، مشيرًا أيضًا إلى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الاثنين، إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع.
وقال سلام آنذاك إن زيارته إلى الجارة سوريا من شأنها فتح "صفحة جديدة" في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة "الاحترام المتبادل واستعادة الثقة".
وجاءت الزيارة بعد أسابيع على توتر أمني شهدته الحدود السورية اللبنانية، منتصف مارس/آذار الماضي، إثر اتهام وزارة الدفاع السورية لـ"حزب الله" باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وهو ما نفاه الحزب.