الأحد, 4 مايو 2025 11:56 PM

فيلم "علي ونينو": قصة حب أذربيجانية تجسد التعايش الديني في زمن الحرب

فيلم "علي ونينو": قصة حب أذربيجانية تجسد التعايش الديني في زمن الحرب

علي المسعود

"علي ونينو" فيلم بريطاني مأخوذ من رواية "قوربان سعيد"، كتب السيناريو كريستوفر هامبتون وأخرجه آصف كاباديا. يروي الفيلم (2016) قصة ولادة أذربيجان الحرة بعد الحرب العالمية الأولى من خلال قصة حب علي (آدم بكري)، مسلم تلقى تعليمه في روسيا من عائلة نبيلة في باكو، أذربيجان، ونينو (ماريا فالفيردي) مسيحية أرثوذكسية من جورجيا وابنة أمير روسي (ماندي باتينكين). هما شابان رائعان وجميلان يتصلان عبر ثقافات.

أصبحت رواية "علي ونينو" الكلاسيكية لقربان سعيد بمثابة بطاقة تعريف أدبية لمنطقة جنوب القوقاز. تستكشف رسالة الرواية العميقة في توثيق مرحلة من تاريخ أذربيجان. أصبحت الرواية الكتاب الذي يُنصح بقراءته قبل زيارة جورجيا، على الرغم من أن أحداثها تدور في أذربيجان ولكنها كُتبت في الأصل باللغة الألمانية. وفقًا لتوماس غولتز (مؤلف "مذكرات جورجيا")، كانت قراءة إلزامية لطلاب أليكس رونديلي المهتمين بالسياسة الجورجية. تُستشهد الرواية كثيرًا في الأخبار عند اندلاع الصراعات العرقية في القوقاز، وقد أدرجتها مجلة فورين بوليسي ضمن قائمة "كتب السياسة الخارجية التي يُنصح بقراءتها". تتمحور أحداث الرواية في الحب والحرب في بداية القرن العشرين، ولا تزال وثيقة الصلة بالوضع السياسي المضطرب في القوقاز، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى استمرار شعبيتها حتى اليوم. إن دفاع الشاب الأذري الشجاع (علي) عن وطنه الحبيب وتضحيته، وقبوله للثقافات الأخرى، جعلاه بطلًا إيجابيًا في القوقاز. ولا تزال هذه السمات المشرفة تتردد أصداؤها حتى اليوم، مما يجعل علي بطلًا نموذجيًا للمنطقة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي. تم تصوير احداث الفيلم في كل من تركيا وأذربيجان، وقام بالادوار الرئيسية للفيلم كل من الممثلة الأسبانية ماريا فالفيردي، والممثل الفلسطيني آدم بكري، والممثل الايطالي ريكاردو سكامارشيو وبمشاركة الممثل الأيراني هومايون إرشادي.

على الخلفية الجميلة للمباني الغريبة والمساجد الإسلامية، تدور أحداث "علي ونينو" في مدينة باكو، في فجر الحرب العالمية الأولى، يقع النبيل الأذربيجاني الشاب علي خان شيروانشير في حب تلميذة المدرسة الجورجية الأميرة نينو كيبياني، ويخططان لقضاء الصيف معًا في كاراباخ. إلا أن الحرب العالمية الأولى أوقفت خططهما. ولأن علي مسلم، فهو غير خاضع للتجنيد القيصري، وبالتالي يمكنه أن يقرر ما إذا كان يريد المشاركة في الحرب. وعلى الرغم من انضمام أصدقائه، إلا أن علي يأخذ وقتًا للتفكير في خياراته ويختار البقاء في المنزل ويرفض المشاركة في الحرب. تستمر علاقة علي ونينو ويتفقان على الزواج. تأخذ نينو (علي خان ) إلى تبليسي عاصمة جورجيا لمقابلة العائلة ، هناك يتلقى الضيافة الجورجية التي تجعله مرهقا بين العديد من النزهات والوجبات والحفلات والاجتماعات والمشي مع العديد من أبناء عمومتها وأعمامها ، يمرح هذان الشابان العاشقان حتى تتعرض خطتهما للزواج لضربة من قبل مالك (ريكاردو سكاماركيو) ، صديق علي الذي يقع في حب نينو ويحاول اختطافها. في أحد الأيام عندما لم يتمكن علي من مرافقة حبيبته نينو إلى الأوبرا الروسية ، طلب من صديقه مالك نتشاريان مرافقتها ، لأنه كان عليه البقاء في المنزل للقاء رجال مهمين للتباحث في مصير البلاد وهي على أبواب الحرب . في تلك الليلة أخبر علي بإختطاف نينو. يهرع علي وأصدقاؤه لمطاردة سيارة صديقة مالك ، بينما كانوا على ظهور الخيل . في معركة شرسة ، يقتل علي هذا صديقه الأرمني( نيتشاراريان) ، يضطر الشاب علي الجريح إلى الفرار بحثا عن ملاذ إلى قرية صغيرة في الجبال في داغستان خوفاً من إنتقام عائلة مالك لمقتل أبنهم. وبعدها تلحق به حبيبته نينو بعد هروبها من أهلها .أثناء وجودهما في المنفى في داغستان ،ويتزوجان سرًا ويعيشان معًا بسعادة حتى يتلقيا نبأ وصول الحرب إلى باكو ، يعودان الى الوطن على الفور كي يدافع عليّ عن باكو، ولكن عندما يُهزم جيش بلاده يُجبر الزوجان الشابان على الهروب مع عائلة عليّ واللجوء الى طهران . نينو غير راضية عن القيود التي تواجهها والتي تفرض عليها في إيران ، بخصوص الحجاب وعدم السماح لها بالخروج من المنزل لوحدها وأصبحت تتوق للعودة إلى وطنها. وعندما تتحرر باكو وتنال أذربيجان استقلالها، يتمكنان أخيرًا من العودة . في باكو، يبدأ عليّ مسيرة مهنية مع حكومة أذربيجان الحرة. ويصبح علي جزءا من حكومة مستقلة جديدة بعد تنازل القيصر عن العرش بعد الثورة البلشفية واعترفت عصبة الأمم الجديدة بجمهورية أذربيجان الديمقراطية. تم اختيار علي لتولي وظيفة مرموقة كدبلوماسي لجمهورية أذربيجان الديمقراطية الجديدة. يحضر نينو الحامل إلى المنزل ويستمتعان بالحياة الدبلوماسية في العاصمة. وتولد ابنتهما . لكن سعادتهما لم تدم طويلًا بعد أن أرسلت روسيا عددا كبيرا من القوات على الحدود وتخطط لمهاجمة الجمهورية الجديدة والاستيلاء على حقول النفط . مع تحرك الأحداث بسرعة، يجب على علي أن يقرر ما إذا كان ولاءه الرئيسي لزوجته وابنته أو لوطنه الجديد . إذ هاجم البلاشفة كنجة غرب أذربيجان ، حيث كانت العائلة تقضي عطلتها، وحمل علي السلاح دفاعًا عن أذربيجان، وسقط قتيلاً دفاعا عن وطنه .

الدفاع عن العائلة والوطن، وحب الثقافة مع التسامح مع الآخرين.

هذه هي النسخة السينمائية الأولى من الرواية الكلاسيكية التي صدرت عام 1937 التي تخرج باسم مستعار (قربان سعيد) ، وتدور أحداثها في عام 1918 في منطقة أذربيجان الغريبة ، وهي منطقة غنية بالنفط ، وتقع على بحر قزوين بين آسيا وأوروبا ، من إخراج المخرج الحائز على جائزة الأوسكار آصف كاباديا (الفيلم الوثائقي إيمي) ، كتب السيناريو الكاتب المسرحي الحائز على جائزة الأوسكار كريستوفر هامبتون (علاقات خطيرة) وتم تصويرها في موقع في أذربيجان وتركيا . يحترم علي ونينو دين بعضهما البعض ويتعهد علي بأنها لن تجبر على إرتداء الحجاب وأنه لن يتخذ زوجات أخريات ، ليس ذلك ثوريا اليوم ولكن خروج عن تقاليد عائلته. يحسب له أن والد علي يبارك الزواج . شاب مسلم من أذربيجان يقع في حب نينو (ماريا فالفيردي) ، وهي امرأة مسيحية تنحدر عائلتها من جورجيا. تضطر علاقتهما الرومانسية اللاحقة إلى التنقل في الخلافات الدينية والصراعات المختلفة في زمن الحرب ، قرار علي بعدم المشاركة في الحرب العالمية الأولى جعله بطلًا يُحتذى به في القوقاز المعاصر ، درس تاريخي عن أذربيجان الغنية بالنفط . لم ينضم علي إلى الجيش من أجل المجد أو القتل، بل أظهر ضبطًا للنفس " لم تكن هذه الحرب حربي ". وادّخر مشاركته للدفاع عن وطنه، وهي قضية شريفة . مشاركة علي في الحرب هي نتيجة لقرارات والقناعات، لا الصدفة أو العاطفة . لم يبدأ علي باستخدام القوة إلا ردًا على إختطاف حبيبته نينو ، وأُجبر على قتال ناتشاريان وقتل صديقه . تحول علي إلى محارب ، وأصبح بعد ذلك مستعدًا للقتال من أجل ما يحبه ( نينو ووطنه ) .

كان أول هجوم على عالمه هو اختطاف نينو، وبإنقاذها، وبعدها ذهب علي إلى الحرب . هذا التوازي بين الحرب واختطاف نينو رُسم حكاية الفيلم من خلال رمزية الحصان الذي استخدمه علي لإنقاذ نينو ، بعد أن قتل علي صديقه الغادر( نيتشاراريان) استيقظ جانبُه المحارب، ومنذ تلك اللحظة . يشارك في الدفاع عن وطنه . تتوسع معارك علي من حماية نينو إلى حماية وطنه ويتجلى التوازي بين الدفاع عن نينو والدفاع عن أذربيجان في فهم علي لنينو كوطن . يكتب علي : "سيقول الآخرون إنني أبقى في الوطن لأنني لا أريد أن أفارق عيني نينو الداكنتين. ربما… فعيناي الداكنتان هما موطني، نداء الوطن للابن الذي يحاول غريب تضليله. سأدافع عن عيني وطني الداكنتين من الخطر الخفي". بعد أن دافع عن نينو، تحول علي وأصبح مدافعًا عن وطنه أذربيجان، وخاصة مدينته باكو . يشارك علي في معركتين: الدفاع عن باكو والصمود الأخير في غنجة. ولم يتردد في المشاركة في أي منهما . ندما سألته نينو إن كان سينضم إلى القتال دفاعًا عن باكو، كان جوابه ببساطة: "بالتأكيد يا نينو". وبالمثل، بقي علي وقاتل في غنجة، مع إدراكه خطورة الوضع واستبعاد بقائه على قيد الحياة . قبل بدء المعركة، أرسل نينو وابنتهما الرضيعة إلى بر الأمان في جورجيا . كما توضح أفكاره الأخيرة . علي مخلص لوطنه، وإخلاصه لأذربيجان مطلق . ورغم أنه مُنح فرصة العيش بسلام في إيران، إلا أنه لم ينتهزها . بل عاد إلى أذربيجان المضطربة ليخدم وطنه ويدافع عنه . عندما طلب منه ابن عمه البقاء في إيران والعمل لصالحها، أجاب علي: "لا أستطيع بناء إيران. خنجري شُحذ على حجارة جدار باكو". قدّم علي التضحية الكبرى من أجل وطنه، وضحى بحياته مع نينو وابنتهما من أجل حبه لوطنه .

روح التسامح مع القوميات الاخرى

يستعرض فيلم "علي ونينو" مرحلة حساسة من تاريخ أذربيجان عبر قصة عاطفية طبعت العاصمة الأذربيجانية باسمها، وصارت علامة ثقافية من علامات العاصمة باكو ،تدور كاميرا المخرج البريطاني الهندي آصف كباديا لتلتقط قصة حب على الطريقة القوقازية، جمعت بين شاب يدعى علي، وشابة تدعى نينو ، وينتمي الحبيبان إلى عالمين مختلفين بالعرق والثقافة وأسلوب الحياة، إذ ينحدر علي من أسرة أذربيجانية مسلمة ورفيعة المنزلة، وحبيبته نينو هي الطفلة المدللة لأسرة مسيحية من جورجيا .وينشأ هذا الحب قبل قليل من ولادة الاتحاد السوفييتي ومحاولة الروس الهيمنة على أذربيجان، باعتبارها من البلدان الغنية بالنفط،.وعند إفصاح العاشقين عن رغبتهما بالزواج، لا تلقى هذه الرغبة ترحيبًا من عائلة نينو، لأسباب تتعلق باختلاف الديانة والثقافة، رغم تلقي الشابين تعليمهما في الجامعة الروسية ذاتها، ولكن حدثًا ما يكتب للشابين الزواج، وفي جبال داغستان ووديانها وأمام بساطة الحياة وتواضعها، يلتقي الحبيبان ويعلنان زواجهما، تاركَين خلفهما القصور وما تنطوي عليه من بذخ وترف، وعلى أي حال فالحرب على الأبواب . ومع إعلان أذربيجان استقلالها، يعود الشابان إلى باكو التي تتعرض من جديد لهجمات السوفييت، فتعمل نينو ممرضة في أحد المستشفيات لعلاج الجرحى، ويشارك علي في الدفاع عن المدينة التي تتهاوى أمام عدد وعتاد السوفييت، فيبتعد علي عن حب حياته، ويؤثر البقاء في المدينة للدفاع عن وطنه . إن قدرة علي على قبول الاختلاف هي عامل من عوامل التأثيرات الثقافية المتعددة التي تؤثر عليه كمواطن من منطقة القوقاز . إنه مُخلص لوطنه، وهذا الوطن متعدد الأعراق والمذاهب، لذا فرغم تحيزاته، فإنه يُظهر أيضًا مستوى أساسيًا من التسامح تجاه الآخرين . لديه أصدقاء من ثقافات أخرى، وحتى في أعنف أفعاله، يكون دافعه الحب لا الكراهية . يُظهر حب علي لنينو، المسيحية الجورجية، قبوله للثقافات الأخر. يتزوجها، ويسمح لها بتأثيث منزلهما على الطراز الأوروبي، ولا يطلب منها ارتداء الحجاب، صداقته مع نتشاريان (قبل الاختطاف) مثال آخر على تسامحه . ورغم أن علي قتل نتشاريان في النهاية، إلا أن القتل كان ردًا على إهانة شخصية، وليس بسبب كراهية عرقه أو رغبة في الأنتقام و قتل جميع الأرمن .علي نموذجًا مثاليًا للتسامح، ويُظهر قدرته على التصرف بتسامح وبناء علاقات خارج جماعته العرقية والدينية . أضافة الى ذالك ، علي يعارض التميز ضد جماعة عرقية معينة ، تأتي نهاية علي وهو يدافع عن وطنه الحبيب ضد الروس . يحمل الفيلم الكثير من الثنائيات، أو النقائض التي انسجمت بشكل ثنائي أمام حب قام أصلًا على الاختلاف في الديانة والثقافة، ثم يقع البطل بين نارين ، حبه لزوجته وحبه لوطنه، في دخول غير مباشر لقناعاته الشخصية على الخط، فعلي الذي رفض الحرب وحمل السلاح في وقت معيّن، رفض التخلي عنه في وقت آخر، حين بدا العدو واضحًا . لقد كانت أذربيجان دائما ، بسبب موقعها الجغرافي وثروتها النفطية ، جيبا استراتيجيا ، وبالتالي حلوى للغزوات وصعود وهبوط المصالح الأجنبية. رواية "علي ونينو" التي نشرت في عام 1937 تحت الاسم المستعار" قربان سعيد" ، والتي وثقت تاريخ البلاد في بداية القرن العشرين من خلال قصة الحب.‏ فيلم جميل وشفاف وعرض مثير للاهتمام لحقبة من التاريخ غير معروفة جيدا .يٌخرج كاباديا فيلما مشدا للغاية ، يستغل فرضيته لتقديم خطاب إنساني بين التعايش بين الأديان.

علي ونينو: قصة حب سطرتها الحرب | التمثال الأشهر في جورجيا

في باتومي يقف تمثال علي ونينو أو كما يلقب "تمثال الحب" ليروي لأهل المدينة ولزائريها قصة الحب الذي جمع بين علي خان والأميرة نينو ، وكيف فرقت الحرب بينهما. دعنا أولا نلقي نظرة سريعة على التمثال . تحتضن مدينة باكو تمثالًا معدنيًا يجسّد علي ونينو، في ثنائية عاطفية تشبه قيس وليلى، وروميو وجولييت ، "علي ونينو " وهما شابان في الحب مشهوران جدا في الأراضي التي تفوح منها رائحة الغرب والشرق لدرجة أنهما يستحقان تمثالا جميلا ذاتي الدفع في باتومي (جورجيا)؟ . يرمز تمثال علي ونينو إلى الحب في العالم كله وليس في جورجيا فقط، وهو عبارة عن تمثال مُتحرك، صُنع من الأسلاك الفولاذية المعدنية الصلبة على شكل حلقات مفرغة على شاطئ البحر الأسود في مدينة باتومي بجورجيا، لتتشابك الحلقات وتُشكل جسديّ رجل وامرأة من دون ملامح واضحة.يتلاقى الجسدان المعدنينان كل 6 دقائق تمر ويتلاحمان لثوان قليلة في إشارة إلى لقاء علي وحبيبته . وضع هذا التمثال في إلهام الناس حول العالم ويذكرهم بأهمية التسامح والتعايش السلمي . ولكن سرعان ما يتفرقا في دلالة على الصعوبات التي واجهتها تلك العلاقة والمسافات التي فُرضت على هذين العاشقين صُمم التمثال على يد النحاتة الجورجىة تمارا كفيسيتادزى، ويبلغ طولهُ 8 أمتار، وقد تم تثبيته على ساحل البحر الأسود في عام 2010 . يمكنك العثور على التمثال على ساحل البحر الأسود في باتومي، جورجيا.

يحاول المخرج "كاباديا " من خلال مغامرة علي ونينو في رسم إنعكاس تاريخي من شأنه أن يكون له تأثير على سبب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة – الجشع في النفط – تحصيل كان من شأنه أن يعطي قيمة للفيلم وأهميه لرسالته الأنسانية وصلة للعمل ، هل أراد كاباديا وهامبتون التأكيد على ما هو واضح أن المسلمين بشر قادرون على المحبة والمعاناة والتسامح؟ ، ربما رسالة الفيلم التي أراد المخرج توصيلها هي الأنسانية والتعايش والتسامح مع الأحباء والجيران في بلد نتعدد الاعراق والأديان والمذاهب .

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم

مشاركة المقال: