عزمي بشارة: سوريا الموحدة هي السبيل لمواجهة مخططات القوة الإسرائيلية
حذّر المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور عزمي بشارة، من الانجراف وراء ما وصفه بـ"نشوة القوة الإسرائيلية"، مؤكدًا أن التوسع الإسرائيلي يمثل تهديدًا بالغ الخطورة على استقرار المنطقة وبنية الدول. واعتبر أن هذا التوسع يجب أن يثير قلقًا جديًا لدى دول الإقليم.
**التقسيم السوري: التحديات والسيناريوهات المحتملة**
في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام، أشار بشارة إلى أن إسرائيل لا تزال تسعى لتحقيق هدف تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة، معتبرًا أن هذا السيناريو له عواقب وخيمة توازي الحالة الليبية في تأثيرها. ودعا القيادة السورية الجديدة تحت رئاسة أحمد الشرع إلى تبني مشروع سياسي وطني موحد لمواجهة هذه التهديدات، مشددًا على ضرورة بناء دولة قوية لجميع السوريين. كما أشار إلى أهمية استلهام تجربة الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي كنموذج للوحدة الوطنية.
**قضايا الجولان ومنطقة النفوذ الجديدة**
تطرق بشارة إلى الاستراتيجية الإسرائيلية في جنوب سوريا، حيث وصف سعي إسرائيل لفرض منطقة منزوعة السلاح هناك بأنه احتلال فعلي يتطلب مواجهته بشكل حازم. وأوضح أن إسرائيل تهدف إلى التحكم بأي حكومة سورية مستقبلية من خلال وضع شروط تجعلها رهينة للنفوذ الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا.
**نبذ الطائفية والتمييز كأساس للدولة الوطنية**
انتقد بشارة استمرارية الخطاب الطائفي في المشهد السوري، ورأى أن المحاصصة الطائفية ليست حلًا، بل تعمّق الانقسامات داخل المجتمع والدولة. ودعا إلى تعزيز اندماج جميع مكونات المجتمع ضمن إطار وطني شامل، مع احترام حقوق وهويات الجميع، بعيدًا عن أي تهميش.
**رؤية الدولة السورية المستقبلية**
رغم القلق الذي أبداه، أكد بشارة تفاؤله المشروط بقدرة السوريين على تجاوز أزماتهم إذا توفرت الإرادة السياسية اللازمة. وأوضح أن بناء سوريا جديدة يتطلب الالتزام بالوحدة الوطنية، نبذ الطائفية، والمؤسسات الوطنية الديمقراطية. ودعا إلى عدم الانشغال بالقضايا الهامشية مثل قضايا اللباس، والتركيز على مواجهة الأخطار الوجودية التي تهدد الدولة.
وفي ختام حديثه، شدد بشارة على أن النجاح في إفشال مخططات التقسيم والهيمنة يتطلب وقتًا وإرادة سياسية صلبة، مشيرًا إلى أن سوريا دفعت ثمنًا غاليًا عبر دماء شعبها، ويجب ألا يُفرّط بمكتسباتها.
