الثلاثاء, 13 مايو 2025 08:56 PM

"دولة فارماكون": معرض فني يكشف إمبراطورية المخدرات التي بناها النظام السوري السابق

ريف دمشق-سانا: في مقر مركز مكافحة المخدرات السابق بمدينة جرمانا، أقام فنانو تجمع تراكم معرضاً مؤثراً بعنوان "دولة فارماكون". يضم المعرض منحوتات ولوحات فنية تجسد مأساة الإدمان التي استغلها النظام السابق لتجارة مربحة، بالإضافة إلى تصوير معاناة المعتقلين داخل هذا المركز.

المعرض، برعاية وزارة الثقافة، يستمد اسمه "فارماكون" من الكلمة الإغريقية التي تعني السم والدواء في آن واحد، في إشارة إلى مخدر الكبتاغون الذي صنعه النظام السابق وروّجه داخل سوريا وخارجها عبر شبكات من الميليشيات والمهربين لتمويل حربه.

عند دخول المبنى، يواجه الزائر مجسمات لعناصر أمن النظام السابق في صف عسكري، حاملين هراواتهم ودروعهم. وفي قسم القلم، تتراكم آلاف الضبوط والتقارير الأمنية تحت كرسي الضابط المحقق. أما في قسم رئيس الفرع، فيوجد تمثال لشابين مقيدين ورأسيهما مسحوقين تحت حجر رحى.

في قسم السجن، يعرض فنانو تراكم لوحات ومنحوتات تحاكي عذابات الموقوفين ومآسيهم، من الإدمان إلى نظرة المجتمع السلبية والتعذيب على يد أجهزة أمن النظام الذي كان يروج للمخدرات على نطاق واسع.

الفنان التشكيلي خالد بركة، مدير تجمع تراكم، يوضح أن هذا المكان كان يثير الرعب في نفوس سكان الحي بسبب صرخات المعتقلين. ويشير إلى أن مشروع "دولة فارماكون" يهدف إلى تفعيل الأماكن البديلة لقلب الطريقة النمطية التي تعامل بها النظام السابق مع الفن.

الفنانة التشكيلية ربا قرقوط تحدثت عن لوحتها "اللاوعي" التي تعكس وجه الإنسان المتعاطي من قلب فراغ أسود، لتظهر أنه ضحية ظروفه. ويهدف المعرض إلى شرح رحلة معاناة المتعاطين وتجنب الأطفال والمراهقين هذا الطريق.

النحات سليمان عبيد استخدم رمز الحصان العربي الأصيل للتعبير عن أن الشاب المتعاطي يمر بكبوة يمكن التعافي منها، لا أن يُساق إلى المعتقل. ويرى أن المشروع يؤكد إرادة الشعب ودور الفنان في التعافي.

يستمر مشروع "دولة فارماكون" طوال الشهر الجاري، ويتضمن ندوات وورشات مسرحية وعروضاً سينمائية وموسيقية. ومن الأفلام المعروضة الفيلم الوثائقي "سوريا في قبضة الكبتاغون" الذي يوثق لتجارة المخدرات زمن النظام السابق.

مشاركة المقال: