أكد المهندس ياسر محمد بستوني، مدير هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن المحافظة تعمل على تنفيذ خطة متكاملة لتحسين الواقع المروري والبنية التحتية في المدينة، في ظل التزايد الكبير في عدد المركبات والضغط المروري المستمر. وقال إن هذه الخطة تمتد على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وتركّز على عدة محاور تشمل صيانة الطرق، تنظيم السير، وإنشاء مرافق مرورية جديدة.
إزالة الكتل الإسمنتية وتأهيل الطرقات
بين بستوني أنّ المحافظة باشرت، بالتعاون مع الجهات المعنية، أعمال إزالة الكتل الإسمنتية من عدد من الشوارع المغلقة، وإعادة فتحها أمام حركة السير، ما أسهم بشكل مباشر في تصريف الغزارات المرورية وتسهيل حركة السيارات. وأوضح أن أعمال الترميم والتزفيت جارية في عدة شوارع، إلى جانب معالجة الحفر والأطاريف وبلاط الأرصفة، وذلك وفق خطة تتبع أولويات كل شارع واحتياجاته الفنية.
صيانة الإشارات الضوئية والشاخصات المرورية
وأضاف مدير هندسة المرور أن المديرية بدأت بإعادة تأهيل الإشارات الضوئية المرورية وصيانتها، مع تأمين مصادر طاقة بديلة لضمان عملها على مدار الساعة، ما يساهم في الحد من الاختناقات وتعزيز انسيابية المرور. كما لفت إلى أن فرق العمل باشرت أيضاً بصيانة وتركيب الشاخصات المرورية والإرشادية في معظم شوارع المدينة، لتوجيه حركة السير بشكل يتناسب مع الواقع الميداني لكل موقع.
توحيد اتجاهات السير وتنظيم الحركة
وأشار بستوني إلى أن المديرية، بالتعاون مع فرع مرور دمشق، قامت بدراسة عدد من الشوارع لتوحيد اتجاهات السير بما ينسجم مع الشوارع المحيطة، بهدف تخفيف الضغط على التقاطعات المرورية. وأكّد أن هذا الإجراء طُبق مؤخراً في شارعي كورنيش الميدان والزاهرة القديمة، وقد أظهرت المراقبة الميدانية أن النتائج كانت إيجابية وأسهمت في تحسين الانسيابية المرورية.
إنشاء مرائب طابقية لاستيعاب الازدحام
وبيّن بستوني أن خطة المحافظة تشمل إنشاء مرائب طابقية تحت عدد من الحدائق العامة لاستيعاب الزيادة الكبيرة في عدد السيارات. وذكر أن من بين هذه المواقع حديقة المدفع، حديقة الطلائع سابقاً على أوتستراد المزة، حديقة عرنوس، ومرآب الصوفانية، إلى جانب مشروع قيد الدراسة في حديقة الطلائع بمنطقة الفحامة.
مشاريع جسور وأنفاق لتقليل الازدحام
وتابع قائلاً إن المحافظة أنجزت بالفعل مشاريع حيوية كـنفق المواساة وتقاطع مشفى الأطفال، وتستعد للبدء بتنفيذ مشروعي نفق تقاطع المجتهد وساحة باب مصلى، بعد الانتهاء من إعداد الدراسة الفنية والتنفيذية لهما. كما أكد وجود دراسات قيد الإعداد لعدد من الأنفاق والجسور التي ستُنفذ تدريجياً حسب الإمكانيات والضرورات المرورية.
أرقام تكشف حجم الضغط المروري
وحول عدد المركبات المسجلة، أوضح بستوني أن بيانات مديرية نقل دمشق تشير إلى تسجيل نحو 545,809 مركبة حتى نهاية عام 2024، وهو ما يعكس الضغط الكبير على البنية التحتية للمدينة. كما شهدت دمشق زيادة ملحوظة في تسجيل السيارات الكهربائية، إذ ارتفع عددها من 57 سيارة عام 2023 إلى 281 سيارة في عام 2024، بنسبة نمو تجاوزت 110%. وختم المسؤول في محافظة دمشق تصريحه بالتأكيد على أن هذه الأرقام تعكس الحاجة الملحّة لمواصلة تطوير مشاريع المرور وتحسين البنية التحتية، بما يواكب المتغيرات اليومية ويضمن حلولاً مستدامة لحركة النقل داخل العاصمة.
