الثلاثاء, 13 مايو 2025 10:20 AM

دراسة صادمة: نتائج تحاليل الحمض النووي تهز أسطورة تأسيس قرطاج على يد الفينيقيين

دراسة صادمة: نتائج تحاليل الحمض النووي تهز أسطورة تأسيس قرطاج على يد الفينيقيين

لطالما رددت الأسطورة أن أميرة فينيقية هاربة من صور اللبنانية هي من أسست قرطاج العظيمة، مستغلة ذكائها لشراء الأرض بـ "جلد ثور". لكن دراسة علمية حديثة قلبت الموازين، مشككة في الأصول الفينيقية للمدينة.

الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر"، وأجراها باحثون أمريكيون على مدى 8 سنوات، توصلت إلى أن القرطاجيين ليسوا فينيقيين بالكامل، وهو ما اعتبره الباحث بولبابة النصيري "تحولاً كبيراً في فهمنا لأصول الحضارة القرطاجية".

استخدم فريق من جامعتي هارفارد وماكس بلانك تقنيات متطورة لتحليل الحمض النووي من بقايا بشرية قديمة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وبلغت قيمة الدراسة أكثر من 7 ملايين دولار.

تقليدياً، يُعتقد أن الأميرة الفينيقية أليسار (ديدو) أسست قرطاج في القرن التاسع قبل الميلاد، وأن قصة شرائها للأرض مقابل جلد ثور تجسد الذكاء السياسي الذي أسس حضارة قوية. لكن الدراسة الجديدة حللت جينات 203 أفراد من مواقع أثرية في قرطاج وصقلية وسردينيا وجنوب إسبانيا، يعود تاريخها إلى عام 1200 قبل الميلاد، وكشفت عن أن البصمة الوراثية للفينيقيين في سكان قرطاج كانت منخفضة للغاية، مقارنة بالأصول المحلية الشمال أفريقية.

وبناءً على هذه النتائج، فإن التأثير الفينيقي اقتصر على التجارة والثقافة، مثل نشر الأبجدية والتقاليد الدينية وبعض الأساليب المعمارية، لكنهم لم يشكلوا غالبية سكان قرطاج. ويشير النصيري إلى أن الفينيقيين الذين قدموا إلى قرطاج كانوا لاجئين وليسوا غزاة، وأن قرطاج كانت أرض سلام وتسامح.

ويؤكد النصيري أن قرطاج كانت حضارة قوانين وتشريعات، فقد سنت أول دستور في العالم وقوانين تكفل حقوق النساء والأطفال والمسنين، ومنحت النساء حقوقاً لا تزال دول عدة تناضل من أجلها.

ويشدد على ضرورة إعادة كتابة التاريخ بناءً على هذه الاكتشافات العلمية، مؤكداً أن الحضارة القرطاجية هي نتاج محلي لشعوب المنطقة الأصليين وليست نتيجة للاستعمار الخارجي.

أثارت الدراسة ضجة كبيرة في تونس، بين مؤيد ومعارض، حيث تمسك البعض بالرواية التاريخية المتعارف عليها، بينما اعتبرها آخرون "قنبلة" لتصحيح التاريخ.

مشاركة المقال: