مها دياب: منحت لجنة تحكيم جائزة أورورا للإبداع في مجالي الشعر والقصة لعام 2024، وعن طريق رئيسة اللجنة الشاعرة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة راوية يحياوي، الجائزة في مجال الشعر للشاعرة السورية ليزا خضر عن مجموعتها الشعرية "حبر الكمان".
وتمثل هذه الجائزة تكريمًا لأصوات شعرية تحمل هموم الإنسان وأحلامه في زمن مليء بالتحديات.
ديوان "حبر الكمان": ندعو القراء إلى اكتشاف "حبر الكمان"، ليس كنصوصٍ شعرية فحسب، بل كوثيقة تاريخية تسجل أنفاس البشر في زمن الحرب، حيث يتناول الديوان قضايا الحروب الداخلية والخارجية بنظرة إنسانية واجتماعية، ويعكس تناقضات الواقع بين التفاؤل واليأس، والغضب والعزيمة.
وكُتب بأسلوب يجمع بين الشاعرية والرمزية، ويلامس جراح الإنسان المعاصر دون أن يفقد الأمل.
مقتطفات من الديوان:
"اسمعني أيها الوقت الرجيم
حين ينزعون الألغام من المنايا
ويرغب السّعدُ بزيارة سفوحنا
أريد أن أكون
حين يتحرش حارس البيدر بأصابع الشمس فتتعاقب السنابل كأنها أمانات الأديم خرجت من قواميس الفصول حتى لا يبقى جائعً في قصائدي
أريد أن أكون
أجهل شكل الموت
فأرسمه قمراٌ مثقوباً بصرخة وفي لجة القاع أبحث طويلاً عن السماء وحيداً.. وحيداٌ يُقضمُ لحمي وأنا أتابع الحلم
يُقضم الحلم وأنا أشد الحياة من كتفيها.."
تظهر هذه الكلمات حنيناً إلى السلام ورفضاً للخراب، مع إصرار على البقاء رغم القسوة.
مشروع "أورورا" الإعلامي: مشروع ثقافي مستقل وغير ممول، يهدف إلى خلق فضاء بديل للثقافة التقدمية والإنسانية، بعيداً عن السائد.. يقوم بتنظيم أمسيات أدبية، وندوات فكرية، وينشر نصوصاً تعبر عن آمال الناس البسطاء عبر منصاته الرقمية، يضم المشروع مجموعة من السوريين والعرب المثقفين الذين يسعون لـثقافة جذرية ترتقي بالفن دون أن تنفصل عن هموم المجتمع.
تكريم للشعر الإنساني: وأخيراً.. لا يعتبر فوز ليزا خضر تكريماً لها فحسب، بل تكريماً للشعر الذي يقاوم النسيان ويصنع الأمل، فالتكريم جاء في ظل واقعٍ عربيٍ مليء بالصراعات، ليذكر بأهمية الثقافة كسلاحٍ ضد اليأس، ووسيلة لبناء الذاكرة الجمعية وإنجاز شعري يرفع راية الإنسانية في وجه العتمة.
(اخبار سوريا الوطن 2-الثورة )