الأربعاء, 14 مايو 2025 07:03 PM

جولة ترامب ومفاوضات النووي: إيران تعزز موقفها الإقليمي والدولي

محمد خواجوئي:

على غرار جولته في الدول العربية عام 2017، تتصدر إيران، إلى جانب التعاون الاقتصادي، محادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة السعودية والإمارات وقطر. الفارق يكمن في تحول علاقات هذه الدول، خاصة السعودية والإمارات، تجاه إيران نحو الانفراج ودعم المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن.

في هذا السياق، توجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جدة وأبو ظبي عشية جولة ترامب، بهدف الاستفادة من نفوذهما للتأثير على الموقف الأميركي ودعم المفاوضات الجارية لتقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. الجولة الرابعة من المفاوضات في مسقط وصفت بالإيجابية لكنها صعبة.

أثارت مواقف أميركية متشددة حول الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم وتفكيك المنشآت النووية قلق إيران، ما دفع عراقجي إلى "دبلوماسية إقليمية" مكثفة. التقى بنظيره السعودي في جدة قبل لقاء ممثل ترامب، ثم توجه إلى الإمارات للقاء وزير خارجيتها.

نقل مصدر دبلوماسي لـ "الأخبار" أن إيران طلبت من السعودية التأثير على البيت الأبيض لخفض سقف المطالب، بهدف التوصل إلى اتفاق "رابح-رابح". وأكد عراقجي للمسؤولين السعوديين أن الاتفاق النووي يجب أن يكون مجدياً لإيران أيضاً، محذراً من أن المطالب المتشددة ستؤدي إلى رفض الاتفاق.

أبدت طهران استعدادها لتنفيذ مشاريع نووية مشتركة مع الدول العربية لبناء الثقة. وعلى عكس مسار اتفاق 2015، تسعى إيران هذه المرة إلى التعاون وتكثيف المشاورات مع دول المنطقة لتجنب شعورها بالخطر وتسهيل التوصل إلى اتفاق.

في تصريحات سبقت جولته، أشار ترامب إلى أن إيران تتصرف "بعقلانية" في المحادثات النووية، وأن المفاوضات تسير بشكل جيد.

اهتمت الصحف الإيرانية بمشاورات عراقجي وتقييم المحادثات الإيرانية الأميركية. صحيفة "إيران" نقلت عن الدبلوماسي السابق محمد كشاورز زاده أن مشاورات عراقجي مع السعودية وقطر والإمارات كانت "إجراء ذكياً" يمهد لمحادثات هادئة. وأضافت أن الوقت حان لتظهر واشنطن إرادتها لتسوية الخلافات، خاصة في موضوع التخصيب.

صحيفة "اعتماد" أشارت إلى تحول نظرة السعودية تجاه إيران من "العداء الشديد" إلى "الاتفاق النسبي"، والانتقال من معارضة الاتفاق النووي إلى المطالبة بمفاوضات بين إيران وأميركا عام 2025. وأكدت أن دول المنطقة تعمل على منع هجوم إسرائيلي على إيران.

صحيفة "أرمان ملي" قدمت نظرة سلبية لجولة ترامب، معتبرة أن أهدافها الرئيسية هي بيع السلاح وتمويل المشروعات العسكرية الأميركية، وأن ترامب يسعى إلى الإبقاء على أجواء المنطقة ملتهبة لزيادة مبيعات السلاح. ورأت أن إثارة موضوع تغيير اسم الخليج الفارسي يهدف إلى كسب دعم الدول العربية.

مشاركة المقال: