مجرد تلميح عابر من شخصية مقربة من ترامب، حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا، كان كافياً لتهدئة جنون الدولار في السوق السوداء السورية. انخفض سعر الصرف من 12 ألف ليرة إلى 9600 ليرة، في مشهد دفع بعض الصرافين للتساؤل عن وجود ليرات سورية فائضة لدى الزبائن.
سناك سوري – شارع الاقتصاد المتأرجح
هذا الهبوط المفاجئ، لم يكن نتيجة إصلاحات اقتصادية حقيقية، بل أشبه بـ "تمثيلية" مؤقتة، تتظاهر فيها الليرة بالتحسن أمام الكاميرات، قبل أن تعود للانهيار بعد انتهاء المشهد. محللون ماليون وصفوا هذا الانخفاض بـ "الوهمي"، محذرين من المضاربات التي قد تكبد المدخرين خسائر فادحة. وأشاروا إلى أن السوق السورية تتفاعل مع الأمل بشكل مبالغ فيه، حتى لو كان هذا الأمل مجرد "ضوء شاشة موبايل".
كما حذروا من أن هذا الانخفاض الكبير في سعر الصرف، دون أن يتبعه انخفاض مماثل في الأسعار، سيؤدي إلى تآكل قيمة الحوالات المالية التي يعتمد عليها الكثير من السوريين في معيشتهم. (الليرة تتحسن وكيلو الرز يتمسخر).
يتساءل مراقبون: إذا كان مجرد تلميح قد أحدث هذه الضجة، فماذا سيحدث لو تم رفع العقوبات فعلياً؟ هل ستصبح الليرة أغلى من الجنيه الإسترليني، ونصدر "اقتصاد نفسي" للعالم؟!
الاقتصاد السوري: قابل للاهتزاز بمجرد تصريح
يبدو أن السوق السورية لا تحتاج إلى قرارات مالية أو سياسات نقدية، بل يكفيها مجرد تلميح لتهتز أركانها. فماذا لو اجتمع ترامب وبوتين وماكرون، وشربوا الشاي الأخضر وقالوا "عم نفكر نخفف شوي"...؟ عندها قد تقرر الليرة افتتاح أول منتجع اقتصادي في باب توما!
في اقتصاد يعتمد على الأمل لا الحسابات، ويقاس استقراره بمزاج التصريحات الخارجية، ليس من الغريب أن تتحرك الليرة صعوداً لأسباب نفسية. لكن الأهم الآن، هو أن المواطن السوري بحاجة إلى انفراج حقيقي في الأسواق والدخل والمعيشة، بعيداً عن القلق الوجودي بشأن كيفية تأمين ثمن ربطة الخبز غداً.