كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير حديث، عن مقتل أو اختفاء قسري لما لا يقل عن أحد عشر مواطناً أمريكياً على الأراضي السورية، منذ بداية النزاع المسلّح في آذار/مارس 2011 وحتى أيار/مايو 2025، مؤكدة أن معظم الحالات وقعت على يد قوات نظام الأسد وتنظيم الدولة “داعش”.
وبحسب التقرير، فإن من بين الضحايا ستة مدنيين أمريكيين قُتلوا في سوريا، بينهم سيدة واحدة، فيما تم توثيق خمس حالات اختفاء قسري، لا يزال أصحابها في عداد المفقودين.
حمّلت الشبكة قوات النظام السوري مسؤولية مقتل ثلاثة مدنيين أمريكيين، من بينهم صحفي وسيدة قضت تحت التعذيب، كما نسب التقرير ثلاث حالات قتل أخرى إلى تنظيم داعش، بينهم صحفيان وعامل في المجال الطبي والإغاثي.
أما في ملف المختفين قسرياً، فقد أشار التقرير إلى مسؤولية النظام عن أربع حالات، بينما سُجّلت الحالة الخامسة ضد جهات أخرى لم تُحدَّد بدقة.
أوضحت الشبكة أن استهداف المدنيين الأجانب، بمن فيهم حاملو الجنسية الأمريكية، يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، لا سيما ما يتعلق بمبدأي التمييز والتناسب في النزاعات المسلحة.
كما نوّه التقرير إلى أن الاختفاء القسري جريمة مستمرة قانوناً، ولا تسقط بالتقادم أو بانقضاء الزمن ما لم يُكشف مصير الضحية.
وفي ختام تقريرها، قدمت الشبكة جملة من التوصيات، أبرزها:
- دعوة مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات فردية على المتورطين في هذه الانتهاكات، وفي مقدمتهم القيادات الأمنية والعسكرية في النظام السوري.
- مطالبة المجتمع الدولي بدعم المنظمات الحقوقية المعنية بتوثيق الجرائم والانتهاكات في سوريا.
- حثّ الحكومة الأمريكية على بذل مزيد من الجهود للتحقيق في مصير مواطنيها المفقودين، وتوفير الدعم القانوني والنفسي والمادي لأُسر الضحايا.
ويأتي هذا التقرير في وقتٍ لا تزال فيه الملفات الحقوقية والإنسانية في سوريا تشهد حالة من الجمود الدولي، وسط مطالبات متزايدة بإعادة إحياء آليات المساءلة وتحقيق العدالة الانتقالية.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر خاصة أن فريقاً أمريكياً-قطرياً مشتركاً نفّذ خلال الأيام الماضية عملية بحث سرّية باستخدام آليات حفر ثقيلة في منطقة تل دابق بريف حلب الشمالي، استمرت لمدة ثلاثة أيام.
ووفقاً للمصادر، فإن الفريق كان يبحث عن رفات الصحفي والإغاثي الأمريكي بيتر كاسيج، الذي كان قد ظهر في شريط مصوّر بثّه تنظيم “داعش” من منطقة دابق عام 2014.
وبحسب المعلومات، تم العثور على رفات 12 شخصاً مدفونين في قمة تل دابق، وقد نُقلت الرفات مباشرة إلى الأراضي التركية لتحليل الحمض النووي (DNA) والتأكد من الهويات، وترجّح المصادر أن تكون رفات كاسيج من بين الجثث التي تم العثور عليها.