لا تزال مدينة تدمر التاريخية في قلب سوريا تعاني من آثار الحرب المدمرة، حيث تحولت أطرافها والبادية المحيطة بها إلى حقول ألغام بسبب تواجد قوات متعددة الجنسيات وميليشيات مسلحة خلال الصراع.
زاهر السليم، عضو اللجنة المدنية في تدمر، أوضح أن الألغام والمخلفات الحربية منتشرة في كل الجهات المحيطة بالمدينة، نتيجة تواجد قوات أفغانية وإيرانية وعراقية، بالإضافة إلى ميليشيات النظام السوري، التي زرعت الألغام لحماية مواقعها.
محمد بهاء الدين، ناشط مدني، أشار إلى أن البادية السورية الشاسعة شهدت تناوب سيطرة بين داعش والميليشيات الإيرانية وفصائل أخرى، مما زاد من زراعة الألغام وجعل التنقل خطيراً.
الطرق الرئيسية المؤدية إلى تدمر من دمشق وحمص ودير الزور كانت مقطوعة بقطع عسكرية ومعدات ومتفجرات، مما يشكل تهديداً للسكان العائدين.
المنطقة الأثرية ومحيطها تحولت إلى ثكنة عسكرية مفتوحة من قبل روسيا وميليشيات غير سورية وميليشيات الأسد، نظراً لأهمية المدينة الاستراتيجية في وصل ما يعرف بـ "الهلال الشيعي".
لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الألغام، لكن التقديرات تشير إلى عشرات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة بأنواعها، بما في ذلك الروسية والإيرانية والمحلية، بالإضافة إلى مخلفات السلاح والآليات العسكرية.
السليم ذكر أن ما بين 20 إلى 30 مدنياً قتلوا بسبب الألغام منذ بداية تحرير المدينة، بينما استقبل مستشفى تدمر الوطني نحو 50 إصابة و6 وفيات بين عناصر إزالة الألغام.
رغم جهود إزالة الألغام المحلية والدولية المتقطعة، إلا أن الحاجة إلى دعم أوسع وأكثر تنسيقاً ملحة لتأمين عودة آمنة للمدنيين وإعادة إعمار المناطق المتضررة.