محمد عبد الله فضل الله:
البابا فرنسيس، أول بابا من الأميركيتين، خورخي ماريو بيرجوليو الأرجنتيني الأصل، انتُخب حبراً أعظم في 13 مارس 2013. تميز بتواضعه وقربه من الفقراء والمهمشين، كاسراً البروتوكولات الكنسية ليلامس احتياجاتهم. لطالما ردد: "شعبي فقير وأنا واحد منهم"، مفضلاً العيش في شقة متواضعة وإعداد طعامه بنفسه، وناصحاً الكهنة بالرحمة والشجاعة الرسولية وفتح أبوابهم للجميع، خاصة المحتاجين.
حمل البابا فرنسيس مشعل السلام والمحبة بين الشعوب والأديان، ساعياً لترسيخ قيم الأخوة الإنسانية وإعانة الضعفاء، وعاملاً على إرساء العدل والمساواة والتسامح.
إيمانه بالمحبة كأقصر طريق إلى الله جعله يؤمن بأهمية التواصل الإنساني. وكما قال شمس التبريزي: "لا يوجد أسهل من الكراهية والبغضاء، أما الحُبّ فهو يحتاج نفساً عظيمة". وكما قال المسيح: "لا يجتمع حب الله مع بغض الإنسان".
في مارس 2021، زار البابا الراحل العراق والتقى بالمرجع السيد علي السيستاني في النجف الأشرف. والسؤال المطروح: ما الذي يتوقعه المسلمون من البابا؟
السيد محمد حسين فضل الله يوضح أننا نتوقع من البابا المقبل إكمال طريق الحوار الإسلامي المسيحي، والتقارب بين المسلمين والمسيحيين على الكلمة السواء والقيم الدينية المشتركة. ونتوقع منه العمل بقيم المسيح، الذي لو كان موجوداً الآن لوقف إلى جانب الفلسطينيين في سعيهم للعدالة الإنسانية. فالبابا يمثل الخط الذي يعتقد أنه خط المسيح، مما يساهم في ردم الهوة بين مواقف المسيحية والإسلام من قضايا بعضهما البعض، لأن الدين للإنسان كله.
في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يبقى الوفاق هو الحل لتهدئة النفوس ونبذ الأساليب التي قد يعتمدها بعض الساسة المعارضين لهذا التوافق الإسلامي المسيحي لتعارضه مع مصالحهم.
أخبار سوريا الوطن١-النهار