أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، محذرًا من أن ذلك يشكل "خطرًا إرهابيًا" متزايدًا يهدد أمنه. وجاء هذا التحذير في مسودة وثيقة داخلية لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الاتحاد على أن الوضع الراهن في سوريا قد يتسبب في مخاطر أمنية جسيمة على دول أوروبا.
وبحسب الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة "رويترز"، فإن "الإرهاب والتطرف العنيف" لا يزالان يشكلان تهديدًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، مع الإشارة إلى أن مستوى التهديد العام في الاتحاد لا يزال مرتفعًا.
وأوضحت الوثيقة أن تطورات الوضع الأمني في سوريا قد تؤدي إلى عودة ظهور الجماعات الجهادية في المنطقة، سواء من خلال انطلاق عملياتها من الأراضي السورية باتجاه أوروبا، أو من خلال تفعيل خلايا جهادية نائمة داخل القارة الأوروبية.
وفي سياق متصل، كانت وثيقة غير رسمية سابقة قد أوضحت الأسس التمهيدية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، مع اشتراط ذلك بضمان عدم "تمويل الإرهاب" أو تحول البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية. ورغم رفع الاتحاد لسلسلة من العقوبات لاحقًا، إلا أنه أكد استمراره في مراقبة السلطات السورية.
وفي منتصف آذار الماضي، أكد مبعوثون أوروبيون خلال اجتماع مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن القضاء على "المقاتلين الجهاديين" يمثل أولوية قصوى لبلدانهم، محذرين من أن الدعم الدولي للإدارة السورية قد يتبخر ما لم تتخذ إجراءات حاسمة في هذا الملف.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المبعوثين الأوروبيين ومسؤولين إقليميين آخرين، تأكيدهم على ضرورة سيطرة السلطات السورية على الوضع الأمني في جميع أنحاء البلاد ومنع تكرار عمليات القتل، مطالبين بالمحاسبة ومعاقبة مرتكبي المجازر وتطهير قوات الأمن.
