في مبادرة ملهمة، أطلق أكثر من تسعين طبيباً سورياً مقيماً في ألمانيا حملة "شفاء" لتقديم الدعم الطبي العاجل لأبناء وطنهم الذين يواجهون ظروفاً صحية صعبة.
تهدف الحملة إلى علاج آلاف المرضى في سوريا، حيث يواجه القطاع الصحي تحديات هائلة نتيجة سنوات الحرب والعقوبات. تحت شعار "يداً بيد من أجل سوريا"، يسعى هؤلاء الأطباء من مختلف الاختصاصات الطبية إلى دعم القطاع الصحي السوري وتوفير العلاج اللازم للمرضى المحتاجين.
تجري هذه المبادرة تحت رعاية المكتب الطبي التابع للتجمع السوري في ألمانيا (SGD)، وبالتعاون مع منظمة الأطباء المستقلين في سوريا ووزارة الصحة السورية. وستشمل الخدمات الطبية المقدمة العمليات الجراحية المتنوعة، مثل الجراحة الصدرية والقلبية وجراحة المسالك البولية، بالإضافة إلى التخدير والعناية الفائقة.
وصل الوفد الطبي إلى سوريا يوم السبت الماضي، وسيقدم خدماته للمرضى في دمشق وحلب وإدلب وحمص ودير الزور ودرعا واللاذقية، وسيستمر تواجدهم حتى 26 أبريل/نيسان.
الدكتور مهدي العمار، استشاري الجراحة العامة والحشوية والمنسق العام للحملة ورئيس المكتب الطبي التابع للتجمع السوري في ألمانيا، أوضح في مقابلة مع DW عربية أن الحملة جمعت بيانات 12 ألف مريض، وتسعى لعلاج أكبر عدد ممكن من الحالات.
استغرق التحضير لهذه المبادرة ثلاثة أشهر، وحصل الفريق خلالها على دعم من منظمات إغاثية سورية وتبرعات كبيرة، جزء كبير منها من الأطباء أنفسهم.
على الرغم من محاولات الفريق الحصول على دعم مالي من المنظمات الحكومية وشبه الحكومية في ألمانيا، إلا أنهم لم يتلقوا الاستجابة المرجوة، مما دفعهم للاعتماد على الطاقات المادية السورية.
أشار الدكتور العمار إلى أن الأطباء قاموا بشراء مواد طبية وشحنها إلى سوريا بسبب النقص الحاد الناتج عن العقوبات المفروضة على البلاد. كما أن العقوبات المفروضة على المصارف السورية عرقلت تحويل الأموال.
يعاني القطاع الصحي في سوريا من دمار كبير، حيث تعمل 57% فقط من المستشفيات و37% من مراكز الرعاية الصحية الأولية بكامل طاقتها. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 15.8 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات صحية إنسانية في عام 2025.
أكد الدكتور العمار أن الوضع الصحي في سوريا مترد ومتهالك، مع نقص حاد في المستلزمات الطبية والجراحية والأدوية الأساسية.
تعتبر ألمانيا من الدول الداعمة لسوريا، وقد مولت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية رواتب أكثر من 1000 طبيب وعامل في القطاع الصحي داخل سوريا.
يساهم الأطباء السوريون في ألمانيا أيضاً في دعم اقتصاد البلاد من خلال عملهم في القطاع الصحي الألماني، حيث بلغ عددهم المسجل 6121 طبيباً في نهاية عام 2023.
تعتبر مبادرة شفاء خطوة مهمة، وهناك خطط مستقبلية لإطلاق حملات أخرى وتقديم الدعم للكوادر الطبية المحلية من خلال ورش عمل ودورات تعليمية.
يختتم الدكتور العمار حديثه بالتأكيد على سعي الفريق الطبي لتقديم الدعم المستمر وتطوير القطاع الصحي في سوريا.
(DW)