بقلم سعود الرحبي – محلل أسواق مالية
لا تزال مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تشكيل التجارة العالمية من خلال فرض رسوم جمركية على جميع الواردات، تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، مع تزايد المخاوف من انزلاقه نحو الركود خلال هذا العام. وتُعد هذه السياسات من أبرز العوامل التي تواصل الضغط السلبي على أسعار النفط، إذ إن استمرار النهج التجاري الحالي لترامب يعزز القلق من تراجع الطلب العالمي على الخام.
وتزيد المؤشرات الاقتصادية الأميركية الأخيرة من هذا القلق، إذ أظهرت الأرقام تراجعًا ملحوظًا في أداء الاقتصاد الأميركي، وسط تهديد الفائدة المرتفعة بدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الانكماش، مع تضاؤل الآمال في خفضها خلال المدى القريب.
أما أوروبا، فقد تعرضت لهزة غير متوقعة في قطاع الطاقة، حيث شهدت معظم مناطق إسبانيا وكافة أنحاء البرتغال أسوأ انقطاع للكهرباء منذ سنوات، مما أجبر عددًا من مصافي النفط في إسبانيا على وقف عملياتها، في حين تتم حالياً استعادة التيار الكهربائي تدريجياً.
أسعار النفط
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 4 دولارات، أي بنسبة 1.20%، لتستقر عند 63.71 دولارًا للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 3 دولارات، أي بنسبة 1.44%، لتستقر عند 61.41 دولارًا للبرميل.
هل انتهى صعود النفط؟
التراجعات الأخيرة في أسعار النفط قد تفتح شهية بعض المستثمرين للعودة إلى السوق، خصوصاً مع ورود أنباء عن إحراز تقدم بطيء في المحادثات بين واشنطن وطهران، والتي قد تؤدي لاحقاً إلى تخفيف القيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية، لا سيما بعد أن أبدت طهران مرونة إزاء الشروط الأميركية المتعلقة ببرنامجها النووي.
في المقابل، فإن تصريحات ترامب الأخيرة التي أعرب فيها عن استعداده لإبداء مرونة أكبر بشأن سياسة الرسوم الجمركية، قد تُعيد الأمل بتحسن الطلب على النفط في الأسواق العالمية.