الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 04:02 PM

تراجع حاد في إنتاج زيت الزيتون السوري هذا العام: انخفاض يصل إلى النصف

تراجع حاد في إنتاج زيت الزيتون السوري هذا العام: انخفاض يصل إلى النصف

أفادت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، عبير جوهر، لـ«الوطن» بأن تقديرات إنتاج الزيتون لهذا الموسم بلغت حوالي 412 ألف طن، ما يمثل انخفاضًا بنحو 45% مقارنة بالموسم السابق. سجلت محافظة حلب أعلى إنتاجية تقدر بنحو 110 آلاف طن، بينما بلغ إنتاج محافظة حماة حوالي 51 ألف طن و 8 آلاف طن من الزيت. وأشارت إلى أن 15 إلى 20% من الإنتاج مخصص لزيتون المائدة، في حين يوجه الجزء الأكبر، أي 80%، لإنتاج الزيت الذي قُدِّرَ لهذا الموسم بنحو 66 ألف طن.

وعزت جوهر هذا التراجع في الإنتاج بشكل رئيسي إلى تأثير التغيرات المناخية، وتحديدًا انخفاض معدل الهطل المطري، نظرًا لاعتماد 85% من الزراعة على الأمطار. كما كان لارتفاع درجات الحرارة في الفترات الحرجة تأثير سلبي على عقد الثمار وتطورها، مما أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج هذا الموسم.

وأضافت أن الجفاف تسبب في نضج قسري للثمار وانخفاض في تشكل الزيت فيها، بالإضافة إلى أن هذا الموسم يعتبر سنة معاومة للزيتون في أغلب المناطق. كما أن عدم قدرة المزارعين على تقديم الخدمات الزراعية المناسبة من تسميد وري تكميلي، بسبب ارتفاع التكاليف أو عدم توافرها، حدّ من تأثير التغيرات المناخية. وأشارت إلى التعديات التي طالت أشجار الزيتون من قطع وقلع وحرق في ظل النظام البائد، حيث قُدِّرَ الفاقد من أشجار الزيتون في محافظة إدلب بنحو 1.5 مليون شجرة.

وأكدت جوهر أنه بالرغم من تراجع الإنتاج لهذا الموسم، إلا أنه يتميز بجودة أفضل، نظرًا لعدم توافر الظروف المناسبة لانتشار ذبابة ثمار الزيتون في أغلب المناطق. وشددت على ضرورة الاهتمام بعمليات القطاف باتباع طرق تحافظ على سلامة الثمار وفي موعد النضج المناسب، والنقل إلى المعصرة بأسرع وقت ممكن، واختيار المعصرة التي تطبق الاشتراطات الفنية الصحيحة للحصول على زيت زيتون عالي الجودة، مع ضرورة تعبئة وتخزين الزيت في عبوات مناسبة ونظيفة بعيدًا عن الضوء والحرارة والرطوبة.

وفيما يتعلق بتكلفة الإنتاج، ذكرت جوهر أن كلفة إنتاج الكيلو من الزيتون تبلغ نحو 1 دولار تقريبًا، علمًا أن كلفة القطاف تشكل 40% من مجمل تكاليف الإنتاج (تسميد – تقليم – مكافحة- ري تكميلي – أجور نقل – أجور عصر وغيرها)، كما قدرت كلفة الزيت ما بين 3.5 إلى 4 دولارات، وهي تكاليف مرهقة للمزارعين.

وفيما يخص الرقابة على عمل المعاصر، أكدت جوهر أنه تم تشكيل لجنة فنية مركزية برئاسة مكتب الزيتون، وعضوية كل من وزارات الاقتصاد والصناعة والإدارة المحلية والبيئة والموارد المائية، مهمتها متابعة عمل معاصر الزيتون ودراسة التقارير المرفوعة إليها من اللجان الفرعية، لمراقبة عمل المعاصر المشكلة في المحافظات. كما شُكِّلَت لجان فرعية دائمة على مستوى المحافظات، تترأسها شعبة الزيتون في مديريات الزراعة وتعمل بإشراف عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الزراعة في المحافظة، وتعمل هذه اللجان على مراقبة عمل المعاصر من الناحية الفنية وفقًا لدليل عمل معاصر الزيتون المعمم بالمواصفة رقم / 4083/ لعام 2023، ومتابعة عمليات التصريف الآمن لمخلفاتها ومنتجاتها الثانوية.

وعن استراتيجية وزارة الزراعة في تطوير زراعة الزيتون، أكدت جوهر أنها تتحدد في تحسين وتطوير سلسلة القيمة للزيتون بشكل كامل من خلال تطبيق ممارسات زراعية جيدة في حقول الزيتون، ومساعدة المزارعين على تقديم الدعم الفني لإجراء عمليات الخدمة الزراعية اللازمة من تقليم ومكافحة وري تكميلي في الوقت والشكل المناسب، إضافة إلى تأمين غراس زيتون موثوقة للمزارعين ومتوافقة مع الخريطة البيئية لتوزع أصناف الزيتون في سورية.

وأضافت أن الوزارة تعمل على تطبيق الاشتراطات الفنية الصحيحة في معاصر الزيتون وفق دليل عمل المعاصر الذي اعتمدته وزارة الزراعة، وصدر كمواصفة قياسية سورية برقم 4083 بهدف إنتاج زيت زيتون بكر عالي الجودة ومطابق للمواصفات القياسية، وبقيم مضافة ومنافس في الأسواق العالمية، كما تعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع المنظمات الدولية لتنفيذ برامج تدخل في مناطق زراعة الزيتون، لدعم المنتجين من مزارعين ومصنعين للوصول إلى إنتاج جيد بمواصفات جودة عالية.

حماة ـ محمد أحمد خبازي

مشاركة المقال: