الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 01:53 PM

الأمم المتحدة تُسهّل عودة عشرات اللاجئين السوريين من ليبيا وسط تحديات مستمرة

الأمم المتحدة تُسهّل عودة عشرات اللاجئين السوريين من ليبيا وسط تحديات مستمرة

في إطار الجهود المستمرة لتيسير العودة الإنسانية، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن إعادة 53 لاجئاً سورياً من ليبيا إلى الجمهورية العربية السورية. تأتي هذه الخطوة كجزء من سلسلة رحلات العودة الطوعية التي تدعمها الأمم المتحدة، وذلك في ظل تطورات تشهدها ملفات العودة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

أفادت المفوضية عبر منصاتها الرسمية يوم الاثنين، أن 53 شخصاً تمكنوا من العودة إلى ديارهم في سوريا من ليبيا "بعد سنوات من الانتظار". وتعتبر هذه الرحلة استكمالاً لجهود مماثلة بدأتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث نظمت أول رحلة إنسانية طوعية في العام 2025، انطلقت من طرابلس وعلى متنها 152 سورياً إلى دمشق، بناءً على طلب رسمي من وزارة الخارجية والمغتربين السورية.

تؤكد المفوضية على دعمها لقرار اللاجئين بالعودة الطوعية، مع احترامها للقرارات الفردية وتقديم المشورة لضمان اتخاذ القرارات بطريقة مستنيرة وطوعية. كما تشدد على أن جميع خدماتها مجانية، محذرةً اللاجئين من المعلومات المضللة والمحتالين. ومع ذلك، تصر المفوضية على أنها "لا تشجع العودة إلى سوريا"، داعيةً الحكومات إلى "عدم إعادة اللاجئين السوريين قسراً بسبب استمرار المخاطر في العديد من المناطق".

يستند هذا الموقف إلى تقييمات دولية، حيث خلص التقرير الأخير للوكالة الأوروبية للجوء (EUAA) في تشرين الأول/أكتوبر 2025 إلى أن سوريا لا تزال بلداً غير آمن للعودة، مشيراً إلى انهيار أمني واقتصادي وإنساني واسع، حتى في المناطق الخاضعة للحكومة الانتقالية.

بين الحوافز الأوروبية والرفض السوري للترحيل القسري

في المقابل، تشهد أوروبا ضغوطاً سياسية متزايدة لتنظيم عودة اللاجئين السوريين. فقد أعلنت حكومات مثل الدنمارك والسويد عن نيتها التعاون مع دمشق في هذا الملف، مع الإشارة إلى استعدادها لتقديم دعم مالي. إلا أن الحكومة السورية ترفض بشكل قاطع استقبال أي لاجئين يُرحلون قسراً، مؤكدة أنها لا تقبل سوى بالعودة "الطوعية والآمنة والكريمة"، وتربط أي تعاون أوسع بضرورة توقيع اتفاقيات سياسية ومالية شاملة.

وقد عبّر لاجئون سوريون في ألمانيا عن هذه المخاوف، قائلين إن "سوريا بلدنا لكن العودة صعبة"، مشيرين إلى تحديات الأمن والخدمات والاقتصاد المدمر.

في حصيلة العودة الكبرى والتحديات المستقبلية

على الرغم من التحديات، فإن أرقام العودة تُظهر حركة ديمغرافية كبيرة، حيث أعلنت المفوضية في وقت سابق عن عودة مليون سوري إلى البلاد خلال الأشهر التسعة الماضية، منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، إضافة إلى عودة 1.8 مليون نازح داخلياً إلى مناطقهم الأصلية.

مشاركة المقال: