الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 01:48 PM

نصر سعيد: شهادة حية على قمع نظام الأسد وإرادة لا تنكسر

نصر سعيد: شهادة حية على قمع نظام الأسد وإرادة لا تنكسر

دمشق-سانا: نصر سعيد، المعتقل السياسي وابن اللاذقية (مواليد 1960)، يمثل نموذجاً للصمود في وجه "نظام الأسد" منذ الثمانينيات. رغم ما واجهه من قمع وتعذيب متكرر في المعتقلات، لم يتخلّ عن إيمانه بـ "فجر الحرية"، وظل قلبه ينبض بالشجاعة متمسكاً بحلم الحرية المنشود.

أسباب الاعتقال

أوضح سعيد أن دوافع انخراطه في المعارضة بدأت في سن العشرين، بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 1980، والتي كانت تهدف إلى مواجهة القمع والظلم. وأضاف: "اتخذت قراري بعد إدراكي لمحاولات "نظام الأسد" خلق فتنة طائفية للتغطية على الحراك الشعبي. بدأت مع رفاقي بتوزيع مناشير مناهضة للقمع في القرى، ما أدى إلى اعتقالي من منزلي في قرية ياسنس التابعة لمنطقة الحفة في ريف اللاذقية، وصادرت قوات الأمن كتبي وبعض محتويات منزلي."

الانتهاكات في المعتقلات

روى سعيد تفاصيل الانتهاكات التي تعرض لها خلال اعتقاله، مشيراً إلى أن عناصر الأمن عمدوا إلى سحق أصابع يده اليمنى لمنعه من الكتابة ومواصلة نشاطه. وذكر أن التعذيب الأول استمر يومين متواصلين قبل إلقائه في ساحة قريته ياسنس، حيث قضى شهراً كاملاً عاجزاً عن المشي بسبب الإصابات. وأكد أن إرادته الحرة كانت دافعه لتجاوز الأذى الجسدي.

وأضاف سعيد: "اعتُقلت مجدداً بعد عام من اعتقالي الأول، وهذه المرة على يد "سرايا الدفاع" التابعة للمجرم "رفعت الأسد"، حيث تعرضت لتعذيب وتنكيل شديدين، بدءاً من الشَبح وضربي بشكل وحشي. كان المعتقلون يُتركون ينزفون دون علاج طبي."

13 عاماً في سجن صيدنايا

استذكر سعيد صموده في وجه الجلادين خلال التحقيقات، ورفضه الإدلاء بأي معلومات تكشف عن علاقته بمعارضة النظام، وتحمّله أقسى أنواع العذاب إيماناً منه بقضية الحرية. وقال: "بعد انتهاء فترة اعتقالي الثانية، واصلت نشاطي السياسي عبر اجتماعات مع رفاقي في منطقة نهر عيشة بدمشق، إلى أن اُعتقلت مجدداً عام 1987 من قبل الأمن العسكري – فرع فلسطين، وقد تم تحويلي لاحقاً إلى سجن صيدنايا، حيث أمضيت فيه 13 سنة مليئة بالأسى. ولدت ابنتي "تيماء" بعد أشهر من اعتقالي ولم أعرف، ولم يُسمح لعائلتي بالزيارة إلا بعد مرور ثلاث سنوات."

الاعتقال في 2011 ولحظة إسقاط النظام

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى التحرير من النظام في الثامن من كانون الأول 2024، تعرض سعيد للاعتقال عدة مرات، لكنه ظل مصرّاً على استئناف نشاطه السياسي بعد كل خروج من المعتقل، وعاد للنضال بقوة أكبر لمواجهة النظام. وأشار إلى أن التكلفة الأكبر لهذا النضال كانت على عائلته، حيث تحملت أسرته عبئاً كبيراً بسبب نشاطه السياسي، وقطع النظام راتبه الوظيفي عام 2012.

وأعرب سعيد عن تقديره للدور الذي لعبته زوجته، واصفاً إياها بـ "الشريكة المناضلة"، حيث تحملت مسؤولية تربية وتعليم الأولاد بمفردها خلال فترة اعتقاله. وقال: "زوجتي اضطلعت بمهمة إنسانية وخطيرة تمثلت بالسفر إلى محافظات مختلفة مثل حلب، الزبداني، حمص، حماة، بهدف طمأنة أهالي معتقلين آخرين وإبلاغهم بأن أبناءهم أحياء وموجودون معي في سجن صيدنايا." وأكد سعيد أن يقينه بسقوط "نظام الأسد" لم يتزعزع أبداً، وأن لحظة إعلان سقوطه كانت أهم لحظة في حياته، حيث توجه مع ابنه إلى ساحة الشيخ ضاهر باللاذقية، وعبر عن مشاعر الفرح الغامرة في المكان الذي كان يمثل رمزاً للقمع سابقاً.

الثقة بالمستقبل

في ختام حديثه، يشير سعيد إلى أن ثقته كبيرة بأن الشعب السوري قادر على إعادة إعمار سوريا الجديدة على أسس العدالة والمساواة، لافتاً إلى أن انتخابات مجلس الشعب التي جرت في الخامس من تشرين الأول الماضي، تمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق إرادة الشعب السوري الحر في بناء مستقبل بلاده.

مشاركة المقال: