الإثنين, 1 ديسمبر 2025 06:48 PM

ترحيل دفعة جديدة: 240 عائلة عراقية تغادر مخيم "الهول" وسط تحديات أمنية وإنسانية

ترحيل دفعة جديدة: 240 عائلة عراقية تغادر مخيم "الهول" وسط تحديات أمنية وإنسانية

غادرت 240 عائلة عراقية مخيم "الهول" الواقع جنوبي الحسكة، اليوم الاثنين 1 كانون الأول، في دفعة جديدة جرى تنظيمها بالتنسيق بين إدارة المخيم والحكومة العراقية، وتحت إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وفقًا لما نشرته وكالة "نورث برس".

أوضحت جيهان حنان، الرئيسة المشاركة لمخيم "الهول" في "الإدارة الذاتية"، أن هذه الرحلة هي رقم 31 منذ بدء برنامج إعادة العراقيين إلى بلدهم، مشيرة إلى أن 858 شخصًا، يمثلون 240 عائلة، قد غادروا المخيم اليوم. وأضافت أنه سيتم تنظيم رحلات لاحقة في الفترة المقبلة، لافتة إلى وجود نحو ثلاثة آلاف نازح عراقي لا يزالون داخل المخيم، دون تحديد موعد الدفعة التالية حتى الآن.

وفي حديثها للوكالة، أشارت حنان إلى التحديات التي تواجه "الإدارة الذاتية"، وعلى رأسها وجود "عدد كبير من العائلات العراقية التي لا ترغب بالمغادرة حاليًا"، مؤكدة أن هذا الملف سيُطرح للنقاش مع الحكومة العراقية والأمم المتحدة لاتخاذ "الإجراءات القانونية المناسبة". وأوضحت أن إدارة المخيم قامت بإفراغ قطاعين كاملين كانا مخصصين للعراقيين، بينما يتبقى قرابة 200 عائلة ترفض العودة، الأمر الذي يستدعي وضع آلية جديدة للتعامل مع هذه الحالات بالتنسيق مع الجهات المعنية.

ووفقًا لحنان، فإن أعداد العراقيين المتبقين في المخيم أصبحت "قليلة جدًا مقارنة بالسنوات السابقة"، مشيرة إلى أن الإدارة ستبدأ بنقل جميع المقيمين العراقيين إلى القسم السادس المخصص لهم، تمهيدًا لإغلاق القطاعين الأول والثاني بشكل نهائي. وكان إجمالي عدد العراقيين الموجودين في مخيم "الهول" حوالي 31,500 شخص، بحسب المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس.

برامج تأهيلية للعائدين

أطلقت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية 78 برنامجًا تأهيليًا تستهدف العائدين من مخيم "الهول" في شمال شرقي سوريا، وذلك ضمن خطة متكاملة لإعادة دمجهم في المجتمع العراقي بعد خضوعهم لتدقيق أمني وبرامج فكرية ونفسية داخل مركز "الأمل" في محافظة نينوى.

وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، في 26 تشرين الأول الماضي، إن هذه البرامج تُنفذ بالتعاون مع مؤسسات حكومية وجامعات عراقية ومنظمات دولية، وتركز على "تهيئة فكرية ونفسية متكاملة للأشخاص العائدين من المخيم تمهيدًا لاندماجهم المجتمعي"، مضيفًا أن فرقًا متخصصة من جامعات بغداد ونينوى تشارك في عمليات التأهيل إلى جانب ضباط أمن مدربين في المجال النفسي والاجتماعي.

وأوضح عباس أن الوزارة أعادت منذ عام 2021 نحو 19 ألف شخص من المخيم، بينهم رجال ونساء وكبار سن وشباب وأطفال، عبر 29 رحلة نُظمت بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي وقيادة العمليات المشتركة، مشيرًا إلى أن العائدين يُنقلون بعد التدقيق الأمني إلى مركز "الأمل" حيث يُقيّم مستوى تأثرهم بالفكر المتطرف، ثم يُوزعون على برامج مصممة وفق فئات عمرية محددة، تتضمن أنشطة تعليمية ونفسية واجتماعية.

مساعٍ أمريكية لإفراغ "الهول"

وجّه قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الأدميرال براد كوبر، نداءً مباشرًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا الدول إلى الإسراع في إعادة مواطنيها من مخيمات وأماكن الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وذلك عبر تأسيس "خلية مشتركة" لهذا الهدف.

جاء ذلك خلال مؤتمر "رفيع المستوى" للأمم المتحدة عُقد في مقر المنظمة في نيويورك، في 27 أيلول الماضي، خصص لمناقشة أوضاع مخيم "الهول" والمراكز المحيطة به. وقال كوبر إنه زار شخصيًا مخيم "الهول" حينها، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية تستدعي تسريع عمليات الإعادة.

وفي 7 تموز الماضي، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر عراقية، أن اتفاقًا بين بغداد و"قسد" بواسطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتسريع إخلاء العوائل العراقية من مخيم "الهول". وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ياسر وتوت، لموقع "العربي الجديد"، إن الاتفاق يقضي بتسيير رحلتين شهريًا لنقل العراقيين من مخيم "الهول" نحو مخيم "الجدعة" في محافظة نينوى، بعد إكمال التدقيق الأمني.

وأوضح وتوت أن هذا الأمر يهدف إلى الإسراع بإخلاء المخيم من العوائل العراقية، لافتًا إلى "جهود دولية كبيرة" يبذلها العراق من أجل إنهاء هذا المخيم وسحب كافة رعايا الدول منه.

مشاركة المقال: