في واقعة أثارت الاستغراب، عبّر مواطن سوري عن صدمته بعد كتابة تعليق ساخر على منشور رئيس الوزراء السويدي دون أن يتعرض لأي شتائم أو اتهامات بالخيانة أو الطعن في نسبه.
وذكر المواطن، الذي حاول مراراً التأكد من أن حسابه غير محظور، أنه فوجئ بمرور 24 ساعة على تعليقه دون أن يجد أي سويدي يطالبه بمغادرة البلاد أو يسأله عن مكانه قبل 14 عاماً.
وفي شهادته التي نشرها عبر فيسبوك، أضاف: «لم يتهمني أي سويدي بأني وافد ويجب علي احترام رأي الأغلبية السويدية لأنني آشوري سوري الأصل، ولم يصنفني أحد كأقلوي يفترض بي أن أصمت». وأشار إلى أن العديد من مؤيدي المسؤول اتفقوا مع رأيه، وقدموا تعقيبات في سياق فكرته ولكن بطرح مختلف.
خبراء سوريون في علم "الذباب الإلكتروني" أعربوا عن قلقهم من انتقال هذه الظواهر إلى سوريا، مؤكدين أن «مجتمعات بلا شتائم، بلا قمع رأي، بلا تقديس رموز هي مجتمعات خطرة، لأن المواطن ممكن يصير واثق من حاله ويبدأ بالتفكير».
من جهتها، أكدت مصادر خاصة أن المواطن السوري عانى من أعراض نفسية عقب الحادثة، مثل الشعور بالفراغ والحيرة، ومحاولة يائسة للبحث عن أي تعليق يهاجمه حتى يستعيد توازنه، لكنه لم يجد سوى نقاشات محترمة وصور قطط.
اللجنة المحلية لشؤون التطبيل عبّرت عن استغرابها مما حصل، مشيرة إلى أن «انتقاد مسؤول دون هجوم هو فعل غير حضاري قد يؤدي إلى بناء دولة». وتؤكد اللجنة أنها تعمل حالياً على إعداد دورات تدريبية للجاليات السورية بالخارج تحت عنوان: "كيف تخلق عراكاً إلكترونياً من لا شيء، حتى في الدول التي لم تسمع بالمطبلين".
وفي ختام منشوره، نصح المواطن أبناء بلده بعدم تكرار التجربة، لأن الانتقاد في السويد «يغضب المسؤول… بس ما بيغضب الشعب»، وهو ما تعتبره الجاليات السورية «مُهلكاً للروح» لأنه يلغي متعة الاصطفاف، والتخوين، ورفع الصور في الكومنتات.