الإثنين, 1 ديسمبر 2025 03:33 PM

محمد هدلا: الفنان التشكيلي السوري يمزج الواقعية والتعبيرية والتجريد في لوحات رومانسية وسريالية

محمد هدلا: الفنان التشكيلي السوري يمزج الواقعية والتعبيرية والتجريد في لوحات رومانسية وسريالية

بقلم: عبد القادر الخليل، الفنان والباحث التشكيلي السوري

تتميز أعمال الفنان التشكيلي السوري محمد هدلا بتعدد الاتجاهات الفنية، حيث لا تقتصر على أساليب معزولة في أعمال منفردة، بل يجمع بين أساليب مختلفة في اللوحة الواحدة. قد لا يدرك جميع المشاهدين هذا الجانب من أعمال محمد هدلا، وكأنه يرسم لوحات موجهة للنقاد قبل الجمهور. يتجلى ذلك في استخدامه للواقعية والتعبيرية والتجريد الغنائي في نفس اللوحة، ضمن إطار رومانسي وسريالي، معتمداً على تجسيد الأحلام الواقعية، حيث يبقى مضمون الرسالة حلماً، ويرسم أشكالاً من الواقع يصعب الوصول إليها، ويجسد المرأة في حالات انفرادية وتأملات قريبة من الحلم. هذا هو معنى الواقع، بينما يجسد المدينة بأسلوب تجريدي سريالي.

الواقعية، أو الطبيعية، هي حركة فنية تطورت في القرن التاسع عشر كرد فعل للتصنيع والتغيرات الاجتماعية. يسعى الفنان محمد هدلا من خلالها إلى تمثيل الواقع والمجتمع والمشاكل الإنسانية والصور المخلصة للحياة اليومية. على عكس الواقعية الوهمية، التي لم يكن هدفها بالضرورة تحقيق تمثيل بصري واقعي للغاية، بل نقل رؤية أعمق وأكثر انتقادًا للواقع.

يجيد الفنان محمد هدلا تجسيد الواقعية الوهمية، وهو مصطلح يصف أسلوبًا فنيًا يتميز بقدرة الفنان على خلق أوهام للواقع في أعماله. في هذا النهج، يتم التركيز على الدقة التقنية وتحقيق تمثيل مرئي واقعي للغاية، والتقاط أدق التفاصيل لتحقيق تأثير الواقعية، مما يجعل اللوحات تشبه الواقع إلى حد كبير. من ناحية أخرى، تبرز أهمية التعبيرية في أسلوب الفنان محمد هدلا، حيث كان لها تأثير كبير على عالم الفن، ممهدة الطريق لحركات فنية حداثية أخرى مثل التعبيرية التجريدية والسريالية، ومؤثرة أيضًا على وسائل الإعلام الأخرى كالأدب والمسرح. إن تركيز التعبيرية على التعبير العاطفي والتجربة الذاتية كان له تأثير دائم على الفن المعاصر، ولها دور كبير في مفهومية منجزات الفنان محمد هدلا. ويستخدمها الفنان هنا كجسر الصلة بين الواقعية في البعد الأول والتجريد التعبيري في البعد الثاني والثالث. هنا تظهر قدرة الفنان على خلق مواضيع مختلفة ، لكن متضامنة في نقل الرسالة.

تتميز التعبيرية أيضًا بالتركيز على التجربة الفردية بدلًا من محاولة التقاط الواقع الموضوعي، وغالبًا ما يتضمن ذلك تصوير مشاهد من الحياة اليومية بطريقة شخصية للغاية، مع التركيز على استجابة الفنان محمد هدلا في تحميل العاطفية للموضوع. قام الفنان محمد هدلا في عمله بالتحقيق في قصيدة الاندماجية، والبعد الغنائي، والايماءة المحمومة ، التي تدرك بالرسم التجريدي مع إشارة رمزية مخبأة خلف ضربات الفرشاة الدافئة والملونة، لقد كان تعبيريآ بالفطرة.، وقد عكس في لوحاته طريقة الشعور والتفكير وعبر بطريقة ما عن تطور فن القرن الذي يعيشه، وهو دائما مخلصا لنفسه ويتبع إيقاعه دون ان يدير ظهره للطليعة. في لوحاته أعطى أهمية كبيرة لضربات الفرشاة، و الأنسجة والألوان الزاهية المتراكبة.

يسعى أسلوب الفنان محمد هدلا إلى التقاط حقائق جديدة للحياة والعمل والترفيه للأشخاص الذين أصبحوا الآن من سكان المدن: ويتم تقدير موضوعات مثل المناظر الطبيعية السكنية والمشاهد الريفية مع العناصر الحديثة والتقدم التكنولوجي. بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يعتقد أن الأسلوب ليس أكثر من شكل تصويري وصفي ، ولكن هذا البديل من الواقعية يذهب إلى ابعد من ذلك بكثير، وإحدى خصائصه الأساسية هي ان الموضوع مشبع بهلالة قوية من الكآبة والحنين والعزلة، وبهذا المعنى يمثل منظورا اجتماعيا نقديأ، وكأنه يتساءل؟ (اخبار سوريا الوطن١-صفحة الفنان)

مشاركة المقال: