كشف علماء في دراسة حديثة عن سر الرياح السريعة والعنيفة التي تهب على الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، مؤكدين أن المدّ الحراري اليومي الناتج عن التسخين الشمسي هو المحرك الأساسي لهذه الظاهرة. وتساهم هذه الخطوة في حل أحد أكثر ألغاز المجموعة الشمسية غموضاً.
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة AGU Advances العلمية، الصادرة عن جمعية الجيوفيزياء الأمريكية، اعتمد الباحثون على بيانات جمعتها مركبتا الفضاء فينوس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية وأكاتسوكي اليابانية على مدى أكثر من عشرين عاماً. وأظهرت التحليلات أن هذا المدّ الحراري المتكرر يومياً مع شروق الشمس وغروبها هو المسؤول عن دفع الرياح إلى سرعات تتجاوز 100 متر في الثانية، مما يسبب ما يعرف بـ "الدوران الفائق" الذي يميز الغلاف الجوي للكوكب.
وتتعارض النتائج الجديدة مع الاعتقاد السابق بأن المدّ الحراري الذي يحدث مرتين يومياً هو العامل الأبرز في تحريك الرياح. إذ تبين أن المدّ النهاري يرفع الزخم إلى طبقات السحب العليا بطريقة أكثر فعالية، في أول تحليل يشمل نصف الكرة الجنوبي للزهرة.
منذ ستينيات القرن الماضي، أثارت الحركة السريعة وغير المتوقعة لغلاف الزهرة الجوي حيرة العلماء. وتشير الدراسة الحالية إلى أن فهم هذه الظاهرة يعتمد على آلية تفاعل الغلاف الجوي مع الإشعاع الشمسي اليومي، مما يسهم في تطوير معرفة أوسع بديناميكيات الكواكب الشبيهة بالأرض.
ويعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم الظروف المناخية القاسية على كوكب الزهرة، خاصة مع الاهتمام الدولي المتزايد بإرسال مهمات فضائية جديدة إلى الكوكب خلال السنوات المقبلة.