السبت, 22 نوفمبر 2025 04:19 PM

هل يرتبط تناول اللحوم غير المطهوة جيداً بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؟ دراسة تكشف التفاصيل

هل يرتبط تناول اللحوم غير المطهوة جيداً بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؟ دراسة تكشف التفاصيل

مع ازدياد شعبية تناول اللحوم "النيئة" أو غير المطهوة بشكل كامل، مثل الكباب وشرائح اللحم النادرة، يطرح سؤال طبي هام: هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان المعدة؟

وفقًا لتقرير نشرته India Times، بينما كانت التحذيرات السابقة تركز على مخاطر التسمم الغذائي، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الخطر قد يكون أعمق، ويرتبط بالالتهابات المزمنة والتعرض للميكروبات، بالإضافة إلى بعض المركبات الناتجة عن طريقة الطهي.

دراسة موسعة تربط بين اللحوم غير الناضجة وسرطان المعدة

استعرض تحليل حديث نُشر في مجلة Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention نتائج دراسات عالمية متعددة، وخلص إلى أن ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة. وأشارت الدراسة إلى أن اللحم المطهو أكثر من اللازم واللحم غير المطهو جيداً قد يزيدان من الخطر، ولكن عبر مسارات بيولوجية مختلفة.

العدوى والالتهاب: الخطر الكامن في اللحم غير الناضج

يشير تقرير India Times إلى أن المشكلة الأساسية في اللحم غير الناضج تكمن في الميكروبات التي قد يحتويها، مثل Helicobacter pylori و Campylobacter و Salmonella، بالإضافة إلى طفيليات أخرى. وتُعد جرثومة H. pylori أحد أبرز مسببات التهاب المعدة المزمن، وهو عامل رئيسي في تطور سرطان المعدة على المدى الطويل.

كيف تتطور سلسلة الخطر داخل المعدة؟

يوضح التقرير أن البكتيريا التي تنجو من الطهو غير الكافي يمكنها استعمار المعدة أو الأمعاء، وإحداث التهاب مزمن، ورفع حموضة المعدة، وإضعاف الحاجز المخاطي. ومع مرور الوقت، قد تتطور هذه الالتهابات إلى تغيرات خلوية (Dysplasia) تُعد خطوة أولى نحو سرطان المعدة. أما المصابون بجرثومة H. pylori، فإن تناول اللحوم غير الناضجة يزيد الالتهاب لديهم بشكل كبير.

أهمية درجة الحرارة في القضاء على الميكروبات

يشير الخبراء إلى أن اللحوم النيئة أو "الريير" غالبًا لا تصل إلى درجة الحرارة الداخلية القادرة على قتل الميكروبات (63–75°C). وتُعد طرق الطهي التي تترك الوسط وردياً، مثل الشوي السريع أو قلي القطع السميكة، من الأكثر خطراً.

نتائج الأبحاث حول العلاقة بين اللحم غير الناضج وسرطان المعدة

تكشف الدراسات في المناطق ذات الاستهلاك العالي للحوم ومعدلات مرتفعة من عدوى H. pylori عن رابط أوضح بين اللحم غير الناضج وسرطان المعدة، حيث يكون العامل الأساسي هو الالتهاب المزمن وليس المركبات المسرطنة الناتجة من الاحتراق.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

بحسب India Times، يزداد الخطر لدى المصابين بعدوى H. pylori غير المعالجة، ومن يعانون من التهابات مزمنة أو قرحات المعدة، وأصحاب المناعة الضعيفة، وسكان المناطق ذات معايير السلامة الغذائية الضعيفة، والأشخاص الذين يستهلكون اللحوم النيئة أو القليلة النضج باستمرار.

نصائح لتقليل خطر الإصابة بالسرطان عند تناول اللحم

يقدم التقرير مجموعة خطوات بسيطة لكنها فعالة، مثل طهو اللحم حتى يختفي اللون الوردي تماماً، واستخدام ميزان حرارة داخلي للقطع السميكة، وتجنب اختلاط عصارة اللحم النيء بالمواد الغذائية الأخرى، وحفظ اللحوم بالطرق الصحيحة، ومعالجة H. pylori فور اكتشافها، وتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة.

خلاصة

يختتم التقرير بأن اللحم غير الناضج لا ينتج مواد مسرطنة مباشرة، لكنه يزيد خطر السرطان بشكل غير مباشر عبر تمكين العدوى والالتهاب المعدي المزمن. ومن أجل صحة معدية طويلة الأمد، يبقى الطهو الجيد والنظافة السليمة أساس الوقاية.

أخبار سوريا الوطن١- الأخبار

مشاركة المقال: