أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فادهفول، تمسكه بتقييمه للوضع في سوريا، وذلك على الرغم من الانتقادات الحادة التي واجهها. وشدد على أن العودة الفورية للاجئين إلى المناطق المدمرة في محيط دمشق تعتبر "محدودة للغاية".
وخلال مشاركته في قمة صحيفة زود دويتشه الاقتصادية، صرح فادهفول بأن ما قاله يمثل "الحد الأدنى من الحقيقة"، مؤكدًا أن هذا هو "تحليله الواقعي"، ودعا من يختلف معه إلى تقديم الحجج والبراهين.
وكانت تصريحات فادهفول قد أثارت جدلاً واسعًا في نهاية أكتوبر، عقب زيارته لإحدى ضواحي دمشق التي تعرضت لدمار كبير. وقد شكك حينها في إمكانية عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين طوعًا في المستقبل القريب، معتبرًا أن الظروف المعيشية هناك "بالكاد تسمح للناس بالعيش بكرامة".
واجه فادهفول انتقادات حتى من داخل حزبه، وخاصة من قيادات في الحزب البافاري (CSU)، حيث اعتبرت تصريحاته تراجعًا عن خطط إعادة اللاجئين. ووفقًا لمشاركين في جلسة لكتلة الاتحاد المسيحي في البوندستاغ، قال فادهفول لاحقًا إن بعض مناطق سوريا تبدو "أسوأ حالًا مما كانت عليه ألمانيا عام 1945"، مما أثار موجة جديدة من الاعتراضات.
وأوضح وزير الخارجية أنه قام بجولة في "دمشق مدمرة بالكامل"، واستمع إلى تقارير حول غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي. وأشار إلى أن مدنًا أخرى مثل حمص وحلب تعرضت لدمار أكبر نتيجة للقصف الروسي وقصف قوات النظام، بالإضافة إلى وجود كميات هائلة من القذائف غير المنفجرة.
وأضاف فادهفول: "ما شاهدته هناك يذكر بالفعل بصور ما بعد الحرب العالمية الثانية. لا يجب أن نفقد التعاطف أو القدرة على رؤية الواقع".
وأكد فادهفول أن الحكومة الألمانية ستواصل ترحيل المجرمين والخطرين أمنيًا إلى سوريا، مشددًا على أن من عاش سنوات طويلة في ألمانيا دون تعلم اللغة أو اكتساب مهنة "لا يمكن أن يبقى معتمدًا على دافع الضرائب الألماني إلى الأبد".
وفي المقابل، أثنى الوزير على "الكثير من السوريين الذين اندمجوا بنجاح وقدموا إسهامات مميزة للمجتمع الألماني".
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن إعادة الإعمار يجب أن تتم بمساعدة دولية، وأنه يتوقع من السوريين المشاركة بفعالية في هذه العملية، قائلاً: "سوريا بلد جميل ومتنوع، وينبغي دعم من يريد البناء هناك—but يجب أيضًا ممارسة قدر من الضغط لتحقيق ذلك بطريقة مناسبة".