الخميس, 20 نوفمبر 2025 02:55 AM

بانا عبد السورية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2025 لجهودها في دعم الأطفال النازحين

بانا عبد السورية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2025 لجهودها في دعم الأطفال النازحين

ستوكهولم-سانا – حصدت الشابة السورية بانا عبد جائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2025، وهي أرفع جائزة عالمية مخصصة للشباب. أقيم حفل التتويج في قاعة المدينة التاريخية بستوكهولم، حيث قامت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناشطة الحقوقية اليمنية، بتسليم الجائزة لبانا، تقديراً لعملها المُلهم في جمع شمل الأطفال النازحين مع عائلاتهم، وإعادة بناء المدارس، وبث الأمل من خلال التعليم والدفاع عن حقوقهم.

وعلقت بانا على هذا التكريم قائلة: "السلام ليس ترفاً. يجب على العالم أن يصغي إلينا. لقد سُلبت طفولتنا بسبب الحروب والصراعات. نريد السلام، وإلى الأطفال الذين يعانون في الحروب، أنتم لستم وحدكم".

من جانبه، أشاد مارك دوليرت، رئيس لجنة الخبراء ومؤسس منظمة حقوق الأطفال، بتأثير بانا قائلاً: "تمثل بانا جوهر جائزة السلام الدولية للأطفال، من حيث الشجاعة والصمود والالتزام الثابت بالعدالة".

تقيم بانا، البالغة من العمر 15 عاماً والناجية من حصار حلب عام 2016، حالياً في تركيا، حيث أصبحت صوتاً مؤثراً للأطفال في مناطق الحروب، تناضل من أجل السلام والتعليم والعدالة. بدأت بانا نشاطها الاجتماعي بتوثيق معاناة الأطفال أثناء الحرب من خلال اليوميات والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على الحياة تحت الحصار. حظيت حملتها "قفوا مع حلب"، التي طالبت برفع الحصار عن أكثر من 360,000 مدني، بتقدير عالمي وإشادة من القادة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أطلق عليها لقب "أيقونة حلب".

ألقت أعمال بانا الضوء على الحرمان من التعليم والخوف والنزوح الذي يواجهه ملايين الأطفال، مما دفع المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية.

جهود عملية لإعادة الأطفال إلى حياتهم

اليوم، تتجاوز جهود بانا حدود الدعوة إلى العمل، فهي مكرسة لإعادة 5,000 طفل مفقود في سوريا إلى عائلاتهم، وإعادة فتح المدارس التي دمرها الصراع، وتوفير مساكن مؤقتة للشباب النازحين لكي يتمكنوا من العودة إلى التعليم والاستقرار. ومن خلال مبادراتها، لا تكتفي بانا بتضخيم أصوات الأطفال المتأثرين بالحرب، بل تطبق برامج تهدف إلى إعادة بناء حياتهم واستعادة الأمل.

عزيزي العالم واسمي بانا

تعتبر بانا بالإضافة إلى نشاطها الاجتماعي مؤلفة ومتحدثة متمكنة وقد تُرجمت كتاباها، "عزيزي العالم" و"اسمي بانا"، إلى 15 لغة، لتقدم شهادات مباشرة وقوية عن الحرب والصمود إضافة إلى أنها كتبت لمجلات عالمية، وأدارت ورشات عمل، وشاركت في أفلام مثل "أصوات من سوريا" لتسليط الضوء على معاناة الأطفال النازحين. ومن خلال زياراتها لمخيمات اللاجئين في تركيا والأردن، ترفع بانا الوعي وتقدم الدعم للعائلات المتأثرة بالحرب، كما تدير برامج تعليمية للأطفال اللاجئين، وتوفر لهم مهارات لغوية ودعما للصحة النفسية. وتتطلع بانا في المستقبل إلى توسيع جهودها عبر البودكاست والأفلام الوثائقية وورشات العمل لتدريب الشباب النشطاء، وبناء شبكات مع دعاة عالميين، ورغم التحديات الكبيرة تظل بانا ثابتة في رفع أصوات الأطفال المتأثرين بالحرب، داعية العالم لتقديم الحماية والعدالة والأمل لهم.

تمثال نكوسي وجائزة مالية

بحصولها على جائزة السلام الدولية للأطفال، تسلمت بانا تمثال نكوسي، ومنحة دراسة ورعاية ديزموند توتو، ومبلغ قدره 75,000 يورو سيتم تخصيص 50,000 يورو لمشروع الفائزة، بينما سيتم استثمار 25,000 يورو بواسطة مؤسسة في مشاريع ناشطين شبان آخرين ضمن موضوع الفائزة للدفاع عن حقوق الأطفال. وبالرغم من الصعوبات غير المتصورة التي واجهتها، حوّلت بانا قصتها إلى منصة قوية للدفاع عن ملايين الأطفال الذين صمتوا بسبب الصراع، وإن تفانيها في التعليم والسلام وحقوق الأطفال يذكرنا جميعاً بأن أصغر الأصوات يمكن أن تُحدث تغييراً نظامياً حيث توفر بانا القيادة الأخلاقية التي يشتاق إليها العالم". وتعد إنجازاتها دعوة للعالم للتوحد في تلبية احتياجات الأطفال في مناطق النزاع وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يشار إلى أن بانا عاشت الحرب السورية منذ طفولتها، وشهدت الحصار المدمر لحلب عام 2016، وعانت من القصف والحرمان وانعدام الأمان وفقدان أحبائها، بما في ذلك صديقتها المقربة ياسمين، ما عزز تصميمها على الدفاع عن حقوق الأطفال وبناء مستقبل لا يعاني فيه أي طفل من مثل هذه المعاناة.

مشاركة المقال: