أكد عدد من المزارعين في طرطوس وريف حماة الشرقي لـ«الوطن» استفادتهم الكبيرة من الدعم المقدم من شبكة الأغا خان للتنمية، والذي شمل توفير الاحتياجات الأساسية لمشاريعهم الزراعية بشقيها النباتي والحيواني. وأشار بعضهم إلى أن هذا الدعم ساهم بشكل فعال في التكيف مع تحديات تغير المناخ وظروف الجفاف التي تواجه البلاد، مما مكنهم من العناية بأراضيهم ومحاصيلهم وثروتهم الحيوانية، وتعزيز صمودهم وتحسين سبل عيشهم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح مصدر في شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) أن الشبكة، انطلاقاً من شراكتها الطويلة في سوريا، تواصل العمل مع المجتمعات لتعزيز الاستقرار والنمو المستدام. ففي طرطوس، قدمت المؤسسة الدعم لعشر مجموعات من المزارعين من خلال مبادرة تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وذلك بتزويدهم بـ "أغشية عازلة متينة من البولي إيثيلين العالي الكثافة (HDPE)" تستخدم في بناء خزانات وأنظمة تجميع مياه الأمطار. وأضاف المصدر أن هذه الخزانات ستمكن المزارعين من حصاد وتخزين مياه الأمطار، مما يوفر لهم مصدراً موثوقاً للري خلال أشهر الجفاف، ويعزز قدرتهم على التكيف مع تغير أنماط الهطول ومقاومة محاصيلهم للجفاف.
وفي سياق مشروع التعافي المناخي والاقتصادي عبر تنمية الثروة الحيوانية في سوريا (CERLIS)، نفذت مؤسسة الآغا خان نشاطاً في قرية المفكر بريف سلمية الشرقي تحت عنوان "تعزيز إنتاج النباتات العلفية المقاومة للجفاف". ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة من 13 وحدة مماثلة نفذت في قرى مختلفة بأرياف حلب وحمص وحماة. ويهدف النشاط إلى التوعية بأهمية استخدام الشعير الأخضر المستنبت كعلف مكمل، خاصة في ظل الجفاف وقلة المراعي وندرة الأعلاف الطازجة، حيث يساهم في تحسين صحة الماشية وزيادة إنتاج الحليب وتسريع نمو الحملان والأغنام، بالإضافة إلى خفض تكاليف التربية ودعم دخل المزارعين. كما يعزز النشاط ممارسات زراعية أكثر استدامة وقدرة على مواجهة تغير المناخ.
وأكد المصدر أن هذه الجهود تأتي ضمن مشروع CERLIS، الذي ينفذ بدعم وتمويل من المفوضية الأوروبية European Commission EC، بهدف الانتقال من الدعم الإنساني قصير الأجل إلى بناء قدرة مجتمعات الثروة الحيوانية على التعافي والاستقرار بشكل مستدام وعلى المدى الطويل.
حماة- محمد أحمد خبازي