الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 03:16 PM

مظلوم عبدي: تقدم في اتفاق آذار واستبعاد العودة إلى النظام المركزي في سوريا

مظلوم عبدي: تقدم في اتفاق آذار واستبعاد العودة إلى النظام المركزي في سوريا

استبعد القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إمكانية العودة إلى نظام “الدولة المركزية” في سوريا الجديدة، مؤكدًا أنه بعد 15 عامًا من الحرب “يجب أن تكون سوريا لامركزية”. وأشار إلى أن المحادثات مع دمشق تشهد “تقدمًا”، لكنها لا تزال تواجه “عقبات”، معربًا عن أمله في المضي قدمًا لتطبيق اتفاقية 10 من آذار بين الحكومة السورية و”قسد”.

أوضح عبدي أن الملفات العسكرية والأمنية شهدت تقدمًا كبيرًا ولم يتبق سوى “تفاصيل أخيرة” قبل الإعلان الرسمي عنها بشكل مكتوب وموقع بين الطرفين. وذكر أن الاتفاق شكّل “منعطفًا مهمًا” بإغلاق الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا ومنع انزلاقها إلى حرب أهلية، وذلك في كلمة له خلال اليوم الثالث لمنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط “MEPS 2025” في دهوك بالعراق اليوم، الأربعاء 19 من تشرين الثاني.

وأضاف أن الاتفاق ضمن الاعتراف الدستوري بحقوق الكرد، رغم أنه جاء بـ”وساطات جزئية وفي ظروف معقدة”، وفق ما نقلته وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”. وأشار إلى أن مرحلة الحوار الحالية تواجه معوقات كبيرة، أبرزها انعدام الثقة بين الطرفين، واستمرار المخاطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، إلى جانب إجراءات حكومية أقصت أطرافًا مختلفة، ما ولد مخاوف إضافية، وكذلك عدم تحقق عودة المهجرين قسرًا إلى ديارهم.

وطالب الحكومة الانتقالية في سوريا بإبداء خطوات واضحة مماثلة، وكذلك دول الجوار. وشدد عبدي على أن “الإدارة الذاتية” و”قسد” بمؤسساتها كافة المشكّلة في شمال شرقي سوريا لا تشكلان خطرًا على أي جهة، مطالبًا تركيا بألا ترى في مؤسسات “قسد” العسكرية والإدارية والأمنية تهديدًا، مؤكدًا أنها “مؤسسات للسلام والأمن”.

وأوضح أن المجتمع الدولي يتجه نحو إعطاء سوريا “فرصة جديدة للحوار”، وأن “الإدارة الذاتية” بدورها مستعدة للمضي في هذه الفرصة حتى النهاية، مطالبًا الأسرة الدولية بمنح الحوار بين شمال شرقي سوريا والحكومة الانتقالية مثل تلك الفرصة لحل القضايا بالحوار. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكد، في 17 من تشرين الثاني، تمسك بلاده بموقفها “الحازم”، بشأن تنفيذ اتفاق 10 من آذار الموقع بين الحكومة السورية و”قسد”.

وأشار الرئيس التركي في تصريحاته التي أدلى بها عقب اجتماع للحكومة التركية، نقلتها وكالة الأنباء التركية “الأناضول“، إلى أن بلاده تعتقد أن الاتفاق سيعزز وحدة سوريا وتماسكها وسلامتها، مشيرًا إلى أن أنقرة مستعدة لتقديم كل مساهمة ممكنة لحل هذه المسألة. منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS 2025) هو مؤتمر سنوي يعقد في الجامعة الأمريكية في إقليم كردستان العراق، ويهدف إلى مناقشة النزاعات والتحديات الأمنية والتحولات السياسية الراهنة في الشرق الأوسط، بهدف إيجاد حلول طويلة الأمد وتحقيق سلام مستدام في المنطقة.

مظلوم عبدي قال إن انضمام سوريا إلى “التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية” يمثل “خطوة محورية” نحو تعزيز الجهود المشتركة للقضاء على التنظيم وضمان عدم تهديده للمنطقة. وأوضح عبدي، في منشور عبر حسابه في منصة “إكس” في 11 من تشرين الثاني الحالي، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، ناقشا خلالها نتائج اجتماع الرئيس السوري، أحمد الشرع، مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض.

وكان الرئيس السوري عقد لقاء مغلقًا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 10 من تشرين الثاني خلال زيارة أجراها الشرع إلى أمريكا وصفت بـ”التاريخية”. وناقش الرئيسان خلال الاجتماع مجموعة من القضايا، ومنها اتفاق 10 آذار. وأكد عبدي التزام “قسد” بتسريع عملية الاندماج في مؤسسات الدولة السورية.

كشف مصدران الأول سوري حكومي والآخر مقرّب من “قسد” لقناة “العربية” السعودية عن جولة تفاوض مرتقبة بين “قسد” ودمشق هذا الأسبوع عقب عودة الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني من الولايات المتحدة. وكشف مصدر رسمي من “قسد” لـ”العربية” عن أسماء ثلاثة من قادتها العسكريين الذين سيتولون مناصب لدى وزارة الدفاع السورية، بعدما يتم الاتفاق على ضم “قسد” ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري.

وقال المصدر إن “الجيش السوري الذي يتمّ تشكيله حاليًا يتكون من فرق وألوية ولذلك سيتم دمج قسد في المؤسسة العسكرية عبر فرقةٍ واحدة ولواءين اثنين على الأقل”. ولفت إلى أن “قسد رشّحت ثلاثة مسؤولين لقيادة هذه الفرق والأولوية، وهم لقمان خليل وجيا كوباني وجميل كوباني.

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد “قسد”، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، في7 من تشرين الأول الماضي. اللقاء الذي أكدته وكالة “فرانس برس” على صفحتها في “X”، نقلًا عن مصدر حكومي، يعتبر الثاني من نوعه منذ آذار الماضي. ونقلت “فرانس برس”، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.

وضم وفد الإدارة الذاتية، وفق وكالة “هاوار” المقربة من الإدارة الذاتية، مظلوم عبدي والقياديتين في “قسد”، إلهام أحمد وروهلات عفرين. وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة، “إكس”، إنه التقى بمظلوم عبدي حينها، في دمشق، و”اتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن “يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا”، وفق أبو قصرة.

ويأتي ذلك، بعد اشتباكات عنيفة بين “قسد” والجيش السوري في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، في حلب حينها.

مشاركة المقال: