أثار بيان "سيرياتل" الصادر أمس تشبيهات بخطابات الزعماء العرب في بداية الثورات ضدهم، حيث يبدو أن الشركة تستمع لمطالب المشتركين ولكنها لا تنوي تغيير أي شيء.
سناك سوري _ خارج نطاق التغطية
يبدأ البيان بالإشارة إلى استجابة "سيرياتل" لردود فعل المشتركين، مما يوحي بأن الشركة ستستجيب لمطالبهم بعد الاحتجاجات على رفع أسعار باقات الإنترنت. قد يتوقع البعض تخفيضًا للأسعار أو طرح باقات أكبر بأسعار أقل، لكن البيان الطويل لا يقدم أي تغيير فعلي.
عبارات مثل «أنا فهمتكم .. واستمعت إلى مطالبكم .. الاحتجاجات محقّة» تذكرنا بخطابات الزعماء العرب في بداية الربيع العربي، عندما فوجئوا بالمظاهرات لكنهم كانوا واثقين من احتكارهم للسلطة ومنع أي مشاركة، حتى من الشعب نفسه (مين تذكرتو بهاللحظات؟).
مقالات ذات صلة
في المقابل، تبدو "سيرياتل" مطمئنة لاحتكارها للسوق، معتقدة أن لا أحد سيشاركها السلطة على الزبائن/الشعب. وينطبق الأمر ذاته على MTN، الوجه الآخر لـ"سيرياتل". ترى الشركة أن قرارها نهائي مهما كان، وأن الجمهور لا يملك سلطة تغييره وعليه الخضوع له. بدا وكأن الشركة استغربت الاحتجاجات التي لم تعتد عليها، وكادت تسأل (من أنتم؟ من أنتم؟ أين شعبي)، أين ذلك الشعب الذي يرضى برفع الأسعار وتقليل حجم الباقة؟ أين ذهب؟.
العبارات الإنشائية في البيان تشبه خطابات الزعماء العرب عند ثورة شعوبهم. وحتى إن لم تقلها صراحةً، فإن قرار "سيرياتل" سيطبق على المواطنين "بيت بيت دار دار زنقة زنقة"، شاءوا أم أبوا.
اللافت أن "سيرياتل" تأسست عام 2000، أي أنها أمضت في احتكار السوق السورية أكثر مما أمضى الرؤساء العرب الذين واجهوا احتجاجات في 2011. وبينما انتهى الأمر بسقوط الديكتاتوريات، تواجه "سيرياتل" خطرًا مماثلًا إن لم تستمع فعلاً لمطالب الناس، بتخفيض الأسعار وتحسين جودة الخدمات وعدم "استغباء" الجمهور بالقول أن هذه الباقات بأسعارها الخيالية تصب في مصلحتهم.
وإلا فإنها مهددة بإلقاء خطاب التنحي، لعدم إمكانية هروبها على أي طائرة وإلى أي وجهة. وحتى إن أصبحت "روسيا تل"، فإنها لن تجد هناك وزارة اتصالات توافقها على قراراتها المنفردة وتسمح لها باحتكار السوق والتلاعب بالأسعار.
الوسوم